الهروب إلى خلف المدى
حنان عبد اللطيف | المغرب
و مضينا
لا وقت للوقت كي يجلس
عند اعتابي القرفصاء حارساً
ويرسم لي دوائرا بنكهة القرنفل
لي في دهاليز الألم
غصة وشبه ارتقاء
يطرق جرس لهفتي
عند قيامة العنقاء من داخلي
أطير بجناحي حمامة بيضاء
إلى خلف المدى
سأهرب مني قليلا
فلا يد للريح
كي تمشط قصائدي هناك
بعينيها الداكنتين
من مرافعات جديدة
تليق بليل المنهكين
فانا اليوم لست انا
بل خشخشة العطر و نصف ضياء
ففي نهاية كل قصيدة
استريح من نفسي
من خدري من دَفق مشاعري
ابحث عني في مفكرتي
عن عنونة جديدة لوجودي
اتوه في غيبوبة المعنى
المتراكم بين سطوري و ظلها
ضبابية المشهد
تأخذني إلى نوركَ و فيئك
وأدوخ أدوخ من جديد …
هل امشي ؟!
و عمري مازال يحبو بي
على رصيف الياسمين
إلى حضن الممكن و الممنوع
ففي جسدي جسد آخر
يصارع فتيل ذاكرة مدماة بصمت
يقتات من زيتون العيون
.
.
هو يقول لي :
يمضي بنا العمر يا صديقتي راحلاً
نحاول التوقف رويداً
في محطات القمر
لم يأتِ الغد أو بعد الغد
إلينا محملاً
بالهدايا
بالرسائل الزرقاء
بموسيقى بحيرة البجع
بثوب قداستنا
نحن الحالمون
فكل ما جاءنا حتى الآن
هو امس مسروق من عمر الآهات
فامضِ
امضِ
بنا يا عمر المستحيلات