عرض تخرج.. دموعكم أنتم الأهل كانت جواباً.
أليسار عمران | سورية
ابتدأَ العرضُ المسرحيّ فأسدلتُ الستار عن دمعةِ عزاءٍ لفرحٍ حاضرٍ أصبحَ وجهكَ بموازاةِ وجهي؛ لقد اختصرتَ عمركَ كله بلحظةٍ واحدةٍ (والله وكبرت ياماما)
من تحتِ نظارته(الدكتور سامر عمران)يطيرُ البريقُ بلمعةِ ربّانِ سفينةٍ عتيقٍ ليكشفَ عن وجوههم سمكةً سمكةً تمخرُ في عبابِ الشّعورِ الذي اعتنى بزرعِ ريشهِ على أجنحتهم ريشةً ريشةً
وبحضوره الشاعري (الدكتور زهير العمري) يرصدُ المشهدَ في الفضاءِ المنطلقِ أمامه كمن يزرعُ نجوماً في مجرٍاتِ الكونِ.
انتهى العرضُ وتقدمتُ بدايةً من الدكتور سامر عمران وباغتهُ بسؤالي: أخبرني عن تلكَ اللحظةِ حين انتهى العرض بما تشعرُ الآن!
كانَ الجوابُ صاعقاً:كأن شيئاً لم يكن لقد انتهى أخيرا وهم رائعونَ بآخر لمسةٍ في لوحتهم المكتملةِ الحضور.
والشاعرُ الحقيقي يكتبُ قصيدتهُ ويطويها ومن ثم لايلتفت
أن نمضي بالحياة يتوجبُ علينا أن نتطلعَ إلى خلقِ قصيدةٍ جديدةَ.
وحين سألتُ الدكتور زهير العمري عن مشاعره في تلكَ اللحظة؟ أجابني: دموعكم أنتم الأهل كانت جواباً.
كشاعرٍ يخبرني أن الجمهور أصغى إلى قصيدتهِ، صفّقَ بقوة، وضحكَ من ثمّ بكى واعتدل في جلسته ليشعر بالرضى.
من موكبِ القمر وسفنِ الشمس تغرقونَ حقول الوطنِ بزرعٍ أخضرَ لتلقيه العصافيرُ سنابلَ شكرٍ تمتدّ في آياتِ الخلقِ والجمال والإبداعِ.
الساعةُ الخامسةُ والعشرين ذهبٌ عتيقٌ مشغولٌ بأصابعِ اهتمامكم.. كل الاجلال لسموّ حضوركم في هذا العالم