السيفونية العاشرة…
الشاعر أحمد غراب _ مصر
حبيبتي ..فتشي أبعاد خارطتى
فلست أعرف ماذا اليوم يسكنني؟
شيء يزمجر كالبركان في رئتي
ويرتخي كنهود الصمت في وطنى
هناك يلهو كطفل تحت خاصرتي
هنا ينوح كشيخ. ضاق بالزمن
هنا يحول أشجاري إلي حطب
هناك يغمرني زيتا. ويشعلني
هنا يجيء كبرق زاهد وهنا
يأتي كبرق. ولكن غير مؤتمن
يرنو بخبث كمرسى خان شاطئه
حينا ويبدو كمرسي قبل لم يخن
سألت كل المرايا عنه سيدتي
حتي لهاث كهوف الليل في المدن
حتي فحيح الثواني الضائعات سدي
حتي الأغاني التي بيعت بلا ثمن
نقبت عنه. طويلا في ضفاف دمى
وبين خلجان مجري الروح في بدنى
أحسه بيت شعر كنت. أقرؤه
ولم يزل في لغات الصمت يقرؤنى
وشارعا من دموع كنت أسكنه
عند انكسارى فصار اليوم يسكنني
وساحلا من حنين كنت أتبعه
فصار عبر بحار التيه يتبعني
يكاد يرسمه من طعم نكهته
فمى وتقرؤه من صوته أذنى
لكن لماذا يجيء اليوم مقتحما
يلغى سكوت أحاسيسي ويقلقني
من. ذلك الشبح الثاوي بخارطتى
مثل الخطيئة يأبي أن. يفارقني؟
أود أدخل أنقاضي. لأطرده
مثل النفايات في دهليزها النتن
أريد أن أرتديني ياعروق دمي
ياخفقة القلب قولى كيف يمكنني ؟
_من أين أعبر؟….من عينيا..من شفتي ؟
كل الدروب معي …ماذا سيوقفني ؟
_إهدأ كصمت العشايا ياابن والدتي
_ياذلك الهجس قل شيئا يطمئنني؟
_انت انقسمت كشرخ لاضفاف له
فابلع ضجيجك فالضوضاء تخنقني
_ياغابة العبث الوحشي يازمني
أشم جرح انفصام. قد تغلغلني
أصبحت شخصين ماذا كيف يلبسني
من لاأراه. وقبل اليوم لم يرني؟
أصبحت باقة ألغاز. …معقدة
ياآخرالصمت هب لي من يفككني
تقول انت سكوت ماله لغة
سكوتك المر سكين تمزقني
ياقامة الريح هل تدرين اين انا ؟
_ أفيك غيرك ؟…._ أجيال من الشجن
جربت قتلا كهذا ألف تجربة
وكنت أقتله والآن يقتلني
_ لاتبتئس كن قويا ..
_لم أزل جبلا
تدمي سفوحي…ولاأشكو من الوهن
لكنني في الدراما غصن دالية
أطري رموش رياح الصيف تكسرني
_سل من تراه هنا …
_ماها هنا أحد
كأنما الناس قبل اليوم لم تكن
ماذا هنا غير أحلام ممزقة
تبكي سكوتا كمومياء بلا كفن
غيرارتخاء الخواء الرخو ينفخه
مستنقع الخوف بالونا من العفن
فالعصر دير عجوز. لا شموع به
تضاء إلا. قرابينا الي. وثن
والحلم مات رضيعا لا حليب له
فالحب أصبح أثداء بلا لبن
لا بأس يامرفأ الأحزان ياوطنا
لم يبق فيه سوي مرسى بلا سفن