شُرفةُ الحُب
علي الخفاجي | العراق
بانت من الشباكِ تنظرُ خِلسَةً
و تُراقبُ الحركاتِ داخلَ غرفتي
كالظبيِ ترقبُ تارةً في طرفها
مستورةَ العينينِ خَلفَ السُترَةِ
ظَنَّت بأنِّي غافلٌ بهوايتي
بكتابةٍ أو بينَ حِبكةِ قِصَّةِ
لا تعلمُ المكرَ الذي أخفيتهُ
ذئبٌ يُمَنِّي قلبهُ في ظبيَةِ
إنِّي لأعرفها وأعرفُ بأنها
بيضاءُ صهباءٌ بشربِ الحُمـرَةِ
كحلاءُ مقلتـها كفُصِّ عقيقةٍ
مـعسولةُ العينينِ لونُ المقلةِ
والشَعرُ مالَ سُدولهُ في صِبغَةٍ
كالبُنِّ مَفتوحاً لِميلِ الحِنَّةِ
والوجهُ كُلثومٌ كما تفاحةٍ
ممهورةِ الخدينِ ختمَ الرصعةِ
ما جلَّ بالموصوفِ قصدَ وصيفهِ
أو زادَ حتى أن تُرى المـقلةِ
فالعينُ أمضى من قصيدةِ مغرمٍ
تغنيهِ عن أبياتهِ في نظرةِ
أحسَستُ في قلبٍ يميلُ بلهفةٍ
فينا بحبٍّ من مرامي الشرفةِ
لا تعجبنَّ غزالةً قد رامها
سهمٌ لذئبٍ في نهودٍ طُرَّةِ
إنَّ الغرامَ إذا ترامت روحهُ
بينَ الوحوشِ تمايلت للصُحبةِ
كيف الحبيبُ إذا أطلَّ بروحهِ
عَرِفَ المتيَّمُ نصفهُ بالفطرةِ
مازالَ قلبُ الـذئبِ يرقبُ نصفهُ
حتى ينالَ الظفرَ عندَ الخلوةِ