بربك قل لي.. من الشيخ هلال السيابي إلى أحمد العبري

مسقط | سلطنة عُمان

 

هتكت رواء الشمس حتى تلفعا
خجولا ، وبدر التمِّ حتى تقنعا

|||

وجئت بآيات القوافي منيرة
تحاكي الأُلى نافوا على الشمس مطلعا

|||

تمور قريضا، أو تفيض قوافيا
ونجما بآفاق الكواكب أسطعا

|||

رايتك صدر القوم في كل محفل
أقيم، ونجما بينهم قد تشعشعا

|||

فما ثَـمَّ من حفل كريم، ومجلس
ولمّا تكن فيه اللواء المشرعا

|||

كذلك حال الشعر يرفل بالفتى
بعيدا، ويبني منه للمجد أربُعا

|||

فلولاه لم تذكر عهود الأُلى مضوا
سلاطين بالتاريخ عادا وتبعا

|||

فسلنيَ ماذا قد بقي من معالم
سوى الشعر ممن بالسها قد تولعا

|||

مضت عُصُر غراء زانت بمجدهم
ولم يبق منهم غير شعر تضوّعا

|||

نوابغ زانوا الفرقدين وخلفوا
وراءهم ما كان والله أروعا!

|||

بشعرهم نستوضح الآي مقصدا
ومن شعرهم نبني المقام الممنعا

|||

بربك قل لي أي آي بعثت لي
و أي قريض جاء منك مرصعا

|||

تساورني والشيب يرخي سدوله
وكيف أرجِّي بعد شيبيَ مطمعا

|||

وكيف التذاذي بالضحى بعدما دجى
لي الليل حتى بات والله مفزعا

|||

أحاول فيه الشعر حينا وأنثني
بخفي حنين بعدما قد تقطعا

|||

أجل كنت قبل اليوم مثلك أمتطي
جياد القوافي شرَّدَ الخطو شرَّعا

|||

عليهن من فجر الشباب رواؤه
فما أبقت الأيام لي بعد مدَّعى

|||

ومن كانت السبعين شوط ركابه
فاخلق به أن لا يقول ويسمعا

|||

وفي بلدي فالشعر أما تزلف
لعالٍ، وأما محدث قد تصدعا

|||

وأما غليظ، لا رواء ولا هوى
كأنك قد شاهدت بالبيد بلقعا

|||

فويح القوافي إن غدت رغم حسنها
تخون الهوى و الشعر والكبريا معا

|||

فكم مدع للشعر يحسب انه
أبو الطيب الجعفي يا ويح ما ادّعى

|||

ولم يأتنا إلا بمخشلب له
ويحسبه للسوء درا مرصّعا

|||

لعمرك ليس الشعر إلا الذي إذا
تُـلي هز حفل السامعين وروّعا

|||

فحينا زئير الأُسْد في جزل لفظه
وحينا كورق الأيك هاج وسجّعا

|||

ومن لي بهذا والثقافة لم تعد
وحق إله العرش إلا تصنعا

|||

سلام كلألاء السماء عليك يا
أخا عبرة أو كالعبير تضوعا

|||

يغاديك والحمراء ترفل بالهناء
وتستقبل العشر الكريمة بالدعا

|||

وتزهو بكم آلا كراما ونخبة
مقدسة المغنى مصيفا ومربعا

|||

وتذكر عهد الراحلين بكم على
ذراها نجوما نيرات ولمٌعا

|||

فمن مثل إبراهيم علّامة الورى
وصفوة أهل العلم مجدا ومنبعا

|||

ومن قبله آباؤه وشيوخه
أساطينَ مجد أو سيوفا وأدرعا

|||

وها أنتم في القطر نخبة أهله
بني عبرة إن أنصف الدهر أو رعى

|||

أبوك هلال الأفق أو بدر تمِّه
وزهران ذاك الجد قال فأسمعا

|||

وأنك هذا اليوم أحمد، شاعر
تقول، فيصغي المصر أذنا ومسمعا

|||

وحولك من إخوانك الغر نخبة
كهام الثريا منعة وترفعا

|||

عليكم سلام الله مني متمما
بأكمل ختم مثلما ضاء مطلعا

٢ من ذي الحجة ١٤٤٣ هجرية – ١ من يوليو ٢٠٢٢ م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى