حديث أمام المرآة
رياض ناصر نوري | سورية
مِنْ أجلِ أنْ يفوزَ وجهي
ببعضِ الحسناتْ
وإزالةِ الذنوبِ التي خلّفهَا الآخرون
تحتَ عيوني ..
أجلسُ طيلةَ الوقتِ قبالةَ مرآةٍ صقيلةٍ ..
لأُحدثَهَا
عن سرِّ تلكَ العلاقةِ الفريدةِ
بين بَتَلاتِ الورودِ وفمِ النحلهْ
والتي أعرفُ أكثرَ من غيرِي
كيفَ تبدأُ وكيفَ تنتهي .
ثم سأشرحُ لها بدقةٍ
مقدِّمًا لهَا أكثرَ من دليلٍ
عن أسبابِ بكاءِ النخلِ
في مجلسِ العزاءِ
الذي تقيمُهُ البساتينْ كلمَا صادفتِ الأيامُ
الذِّكرى السنويةَ لقتلِ سربِ قطًا
كانَ يحاولُ أن يرِدَ ” الفراتَ” فجرًا ..
وسأذكرُ لها على شكلِ فزورةٍ قصيرةٍ
بعدَ أنْ أمسحَ بأصابعِ يدِي المرتجفةِ
وجهَهَا الصقيلْ :
أني قرأتُ عشراتِ المراتِ
” شرق المتوسط ”
ومازالَ بعضُ الغائبين ..
مَنْ حينَ أنادِيهِ ليستريحَ
في زوايَا شرودِي
يسألُني..
حتى قبلَ أنْ أُصافحَ قلبَهُ :
لماذا العصافيرُ لا تحبُّ
النومَ طويلًا في الأقفاص ؟!
وكي يفوزَ وجهي بالحسناتِ كلِّها
وتُمحى جميعُ الذنوبِ من عيوني ..
سأخبرُها بصوتٍ عالٍ
أنني الآنَ :
(أكتبُ في الظلامْ)..
لأنَّ النهارَ الذي أريدُهُ قد تأخر ..تأخرْ.