صَباحُ الطِّيْب

إسماعيل ركاب | سوريا

هَفْهَفَ  الثَّوبُ  على  بَانِ  الإهابِ
قَفَزَ   القَلبُ..   كطِفلٍ   راحَ  يَعدو
قال: دَعْني  فَعلى  البابِ  حَبيبٌ
ومَضى   تَسْبِقُهُ   لَهْفـَةُ   عِشْقٍ
نَثَرَتْ   قَطْرَ  النَّدى  في كُلِّ صوبٍ
ومَحَتْ   ظُلمةَ   كابوسٍ    مَقيتٍ
وتَبِعْتُ    القَلبَ    نَشوانَ   أُغنِّي
أَأنا   في    حُلُـمٍ،    أمْ  أنَّ ليلى
فأتَتْ    مُسْرِعَةً    ترفو   جراحي
يا إلهي..   انْبَجَسَ    الماءُ  غزيراً
وعلى   مَدِّ   اشْتِهائي  مَدَّ  غيمٌ
زَغْرَدَ   الوادي، فَمِنْ  وَقـْتٍ   مَديدٍ
غَرَّدَ   المِحْراثُ في تُـرْبِ الأراضي
وشَدا    الطَّيْرُ    مواويلَ     ابْتهاجٍ
وكُرومُ   التِّينِ    قالتْ     للدَّوالي
وحُروفُ   العِشْقِ فاهَتْ بالقوافي
وكؤوسُ    الرَّاحِ    راحَتْ  بانْتِشاءٍ
و   أنا  عُرسٌ    بِداري،   واحْتفالٌ
يا لقلبي طارَ مِنْ هَمْسَةِ عِشْـقٍ

 

وصَباحُ   الطِّيبِ   دَقَّ   الآنَ  بابي
قُلتُ:  يا قَلبُ اتَّئِدْ فيمَ التَّصابي؟!
ها..   يعودُ   الآنَ  مِنْ بَعْدِ اغْتِرابِ
شَعْشَعَتْ  ما   بينَ أرضٍ وسَحَابِ
زَنْبَقَتْ    كُـلَّ    البَوادي  والهِضابِ
صَيَّرَ      الدُّنيا     خراباً      بِخَرابِ
يا  تـُرى مَنْ عادَ لي بَعْدَ الغِيابِ؟!
عَلِمَتْ    مِقدارَ    حُزني واكْتِئابي
وتُعيدُ   النَّبضَ   للقلبِ  المُصابِ؟!
مِنْ   ينابيعِ   القُرى بَعْدَ اقْتِضابِ!!
وابْتَدا هَطْلٌ  على  يَبـْسِ الرَّوابي
لَمْ   يَـذُقْ طَعْمَ هُطولٍ و انْسِكابِ
فاسْتَفاقَ   البَذْرُ  مِنْ تحتِ التُّرابِ
وحُقولُ     القَمْحِ   جادَتْ بالجوابِ
هَيِّئي    أَشْهى    نَبيذٍ  للخَوابي
والعتابا       والأهازيجِ       العِذابِ
تُشعِلُ  الفرحَةَ  في قلبِ الصِّحابِ
زاخِرٌ   بالطِّيبِ    والشَّهْدِ  المُذابِ
واسْتَعادَ   النَّبضَ  أو عِزَّ الشَّبابِ!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى