ابتهال

جمانة الطراونة| الأردن

‏مِنْ أيِّ أبوابِ القصيدةِأدخلُ؟!
وبأيِّ أثوابِ الرؤى أتجمّلُ؟!

|||

لغتي أمامَكَ لا تليقُ وقدرتي
تنهارُ كُلّيّاً إذا أتبتّلُ

|||

لا شيء إلّا الدمعَ أملكُهُ فهل
تغني مدامعُ طامعٍ يتوسّلُ؟!

|||

فاضتْ دموعي عندَ بابِكَ خشيةً
وسفحتُ روحي فالمحبّةُ أجزلُ

|||

مازلتُ والأسماءُ روضٌ مزهرٌ
كفراشةٍ نشوانهٍ تتجوّلُ

|||

العطرُ دوّخني فما أبصرتُهُ
قد فاقَ مراتٍ لما أتخيّلُ

|||

فاللهُ مختصرُ الحكايةِ كلّها
والبدءُ والختمُ المثيرُ الأجملُ

|||

يا ربّ قدْ بلغَ المريدُ بشوقهِ
أضعافَ ما يرجو وما يتأمّلُ

|||

فإذا ضَعُفْتُ فإنّ وصلَكَ قوّةٌ
وإذا التجأتُ فأنتَ وحدَكَ موئلُ

|||

‏يا ربّ قدْ شبَّ الحنينُ بأضلعي
وأنا برغمِ الصبرِ لا أتحمّلُ

|||

أرجو لقاكَ فقدْ بلغتُ مِنَ الجوى
ما لايطاقُ وليس لي مُتعلّلُ

|||

فإذا استبقتُ فإنّ لهفي سابقٌ
وإذا عجِلتُ فإنّ قلبيَ أعجلُ

|||

وعلى اسمِكَ المفتولِ حبلاً من دمي
سألّف خُضرَ المفرداتِ وأفتلُ

|||

مولايَ وانقطعتْ حبالُ تعلّقي
بالآخرينَ وحبلُ ودِّكَ يُوصَلُ

|||

وبكَ اغتنيتُ فليس لي من حاجةٍ
إلّا إليكَ و وحدَكَ المُتفضّلُ

|||

يا ربّ لا نورٌ سواكَ إذا دجا
مِنْ حولي (الليل البهيم الأليلُ)

|||

وأنا بفضلِكَ حين أدخلُ عَتمةً
لا أقلقُ المصباحَ فاسمُكَ مِشْعَلُ!

|||

فتركتُ يا ربّي عليكِ حمولتي
إذْ لا تواكُلَ إنّما مُتوكِّلُ

|||

يامنتهى الأنوارِ أدلجَ عالَمي
وبكَ استعنتُ وأنتَ نورٌ أكملُ

|||

جيشٌ مِنَ الآثامِ يزحفُ قاصداً
قلبي العفيفَ وفي دمي يتوغّلُ

|||

وأنا بحبلِكَ يا إلهي ممسكٌ
فالعروةُ الوثقى السبيلُ الأمثلُ

|||

سبحانكَ اللهمَّ حرزُ معلّقٍ
باللطفِ مِنْ أحزانهِ يتعلّلُ

|||

فالصابرون إذا أصابهم الردى
حمدوا الإله وسبّحوهُ وحوقلوا

|||

مِنْ “بسمِكَ اللهمّ ربّي” المدخلُ
وإلى “تقبّلْني بعفوِكَ” أرحلُ

|||

الشوقُ في صدري حريقٌ مُزمنٌ
وقصائدي والوعدُ وجهُكَ مرجلُ

|||

يا للدعاءِ وقد نسجتُ خيوطَهُ
صوفاً فـ “آمينُ” الإجابةِ مغزلُ

|||

من “راءِ “يا رحمٰنُ حتّى “نونِها”
وأنا بأسبابِ الرجا أتأمّلُ

|||

ويدي يدي العُليا بكلِّ تذلّلٍ
مولايَ بين يديكَ ها أتسوّلُ

|||

فأنا الفقيرُ إليكَ عفوكَ غايتي
ورضاكَ فاقْبلني بمَنْ تتقبّلُ

|||

في سورةِ الإخلاصِ مُجملُ رحلتي
إذْ غايةُ التوحيدِ لا تتفصّلُ

|||

آمنتُ عن وعيٍ وكلُّ علاقةٍ
بالله لولا الحبُّ لا تتأصّلُ

|||

يا ظاهراً يا باطناً يا مبدئا
يا منشئاً يا آخراً يا أوّلُ

|||

يا واحداً يا ماجدا يا واجدا
يا رازقاً يا واهباً لا يبخلُ

|||

يا باسطا يا خافضا يا رافعا
يا مانعا يا جامعا لا يغفلُ

|||

يا بارئا يا مؤمنا يا باعثا
يا قادرا يا قاهرا لا يُسألُ

|||

يا أيّها المتعال جئتُكَ تائباً
أرجو رضاكَ و وحدكَ المتقبّلُ

|||

يا والياً يا محصياً يا حاكماً
يا قابضاً يا شاهداً لايغفلُ

|||

يا راحماً يا سامعاً يا مبصراً
يا باعثاً يا غافراً ما نفعلُ

|||

يا عادلاً يا مؤنساً يا مرشداً
يا فاصلاً يا واصلاً لا يُجهلُ

|||

يا ربُّ يا نورَ السماواتِ العُلى
والأرض جئتُ إلى معينِكَ أنهلُ

|||

ربّاهُ ليس الراء إلّا رهبتي
والباءُ بوحي كلّما أتوسّلُ

|||

فتخونني الكلماتُ إنْ حمّلتُها
ثِقلَ المقامِ وصامتاً أتبتّلُ !

|||

بفتوحِ رحمتِكَ العظيمةِ لا بما
كسبتْ يدايَ ولا بما قد أفعلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى