ما دام لسّه فينا نَفَس، هنكمّل
د. أسماء السيد سامح | مصر
طول الوقت بنخسر معارك، وناس، وفلوس، وعمر، ومواقف، فنتخيّل إننا فاشلين، وما نصلُحش للحياة، وده ممكن يكون صحيح بالمناسبة في مرحلة من المراحل، لكنه مش لعنة أبدية، ولا حكم نهائي غير قابل للنقض، لأننا بنتعلم مع الوقت -غصب عننا- حاجات كتير، وبنكبر، وبنفهم الدنيا ماشية ازّاي، وبنملك حكمة خاصة بينا، وعلى مقاسنا.
فحتى الخسارة، بطريقة أو بأخرى، بتتحول لربح على المدى الطويل.
ومش كل خسارة، لازم نكون إحنا السبب فيها، لأن الثابت إن الحياة مليانة فعلا ناس زبالة، بتستغلنا وتستغل حياءنا وأدبنا وأخلاقنا، عشان توصل لأغراض دنيئة، وتحقق مكاسب على قفانا، ومش معنى انتصارهم إنهم على حق أبدا، ولا معنى سيادتهم وتمتعهم بكل شيء وإفلاتهم من العقاب لحد دلوقتي، إن ربنا موفّقهم، وإننا على باطل.
كما أن اجتماع الكثرة على شيء، لا يعني أبدا إنه صحيح، افتكر إن قريش كلها كانت ضد راجل واحد، وفي القرآن نفسه ربنا بيقول ولكن أكثر الناس لا يعلمون. بل أكثرهم لا يعقلون فأبى أكثر الناس إلا كفورا أي إن الأكثرية في الغالب بلح!
الزبالة هيفضلوا زبالة، والنضاف هيفضلوا نضاف، والكدب والخيانة والغش والمراوغة وقلة الأصل، هيفضلوا نواقص وعيوب قاتلة، مهما أصحابهم قبّوا على وش الدنيا، ودانت ليهم الدنيا. ولحسن الحظ، إن الحكاية مش دنيا بس، فيه جولة تانية، وساحة تانية للعدالة، هتترد فيها كل المظالم، مهما كانت قوة وجبروت الآخذين والناهبين.
ما دام لسّه فينا نَفَس، هنكمّل، وهنقف على رجلينا مهما وقعنا، ونحاول نوصل، ونتخطّى العقبات، لأن إرادة الحياة جوانا أقوى من إرادة الموت، ربنا خلقنا كده، وهو عالم بضعفنا وباللي بيجرى لنا في كونه، وهو لا يضيع أجر المحسنين.