بنت الفاتحة
جمانة الطراونة | الأردن
شِعْرٌ سماويٌّ وذِكْرُكِ أطهرُ
فبأيِّ آلاءِ القصيدةِ أكفُرُ ؟!
وأنا ابْنةُ المعنى وأنتِ أُمومةٌ
وبناتُكِ الكَلِماتُ خُضْرٌ عُطّرُ !
يا بنتَ فاتحةِ الكتابِ تصاعَدتْ
مِنْ راحتيكِ – بآيِها – (المُدّثّرُ)
اللهُ أقرأكِ السَّلامَ فَريدةً
وبه نُفاخِرُ من نشاءُ فَنفخَرُ
أهداكِ في الجنّاتِ قَصْرًا ،طُوبُهُ
قصبٌ أُقارِبهُ ولا أتصوّرُ
يا أوّلَ امرأتين في معنى التُقى
والطهرِ.. يخذِلُني البيانُ فأُعْذرُ
طوّافةٌ روحي، وأنتِ عوالِمٌ
شتّى ،وحصرُكِ فوق ما يتقدّرُ
فأقلُّ ما فيكِ الجنانُ تجسّدتْ
إذْ تحتَ أخمَصِكِ الشريفةِ كوثرُ
يا نخلةَ الدّينِ القويمِ بأيّما
لغةٍ أقولُكِ فالمشاعرُ أكثرُ
والشعرُ بين يديكِ طأطأ حِشْمَةً
إذْ أنتِ مِنْ كُلِّ القصائدِ أشْعرُ
فالخاءُ خاتمةٌ لكلِّ رسالةٍ
والدالُ دِينٌ – لا مَحَالةَ – يظهرُ
والياءُ يَنْبوعٌ ونهرُ فضائلٍ
والجيمُ جِسْرٌ للنجاةِ ومَعْبرُ
والتاءُ تمَّ الأمرُ سبحانَ الذي
أعطى فلمْ يَمننْ ولا يَسْتكثرُ
يا أمَّ أبناءِ الرسولِ جميعِهم
إلّا ..؛ فإبراهيمُ جرحٌ أخضرُ
الوعدُ مكّةُ والأمينُ مُقلّدٌ
بتجارةٍ راجتْ وربحٍ يُثْمرُ
حيثُ السماءُ تُعدّ شيئًا آخرًا
وبهِ عنِ القمرينِ لا تتأخّرُ
بيتٌ حنيفيٌّ وبيتُ نبوءةٍ
واللهُ في البيتينِ فردٌ أكبرُ
مرحى زِفافُ خديجةٍ ومحمدٍ
بيتانِ من طهرٍ ونِعْمَ المعشرُ
فالفرقُ في السنواتِ ليس بعائقٍ
ومشيئةُ الرحمٰنِ لا تتغيّرُ
والأربعون تريكِ مِنْ أسرارِها
أنّ الزواجَ مباركٌ وميسّرُ
يا خيرَ من وقفتْ جِوارَ حبيبِها
ونبيِّها يومَ الجميعُ تنكّروا
فجَعلتِ مالَكِ تحتَ خدمةِ دينِهِ
واللهُ يعطي، منْ أرادَ ، ويقْدِرُ
ودخلتِ في الشِّعبِ المحاصَرِ مثلما
دخل النبيُّ فمَنْ كصبرِكِ يَصْبِرُ؟!
يا أمَّهُ في الحبِّ أرهقَهُ الجَوى
فاليتمُ يتمُ الوالدينِ مؤثِّرُ
عوضًا لآمنةٍ رآكِ وكسرهُ
حتّى أحبّكِ ظنّهُ لا يُجبَرُ
يا جدّةَ الحسنينِ ،كلُّ كرامةٍ
في الأصلِ فاطمةُ القلوبِ وحيدرُ
الرعشةُ الأولى ،شرارةُ بعثةٍ
وإذا النبيُّ المصطفى يتدثّرُ
كان النقابُ ،وأنتِ أقوى حُجّةً
بوابةَ البشرى فلا يتذمّرُ
“بشراكَ يا ابن العمّ ” قد فَتَحَتْ لهُ
بابَ العروجِ فكيف لا يتبشّرُ ؟!
يا خيرَ من صلّى وراءَ محمّدٍ
كلُّ المدائحِ، دونَ فضلِكِ تَقْصُرُ
ضاقتْ بـ ” طٰهٰ ” الأرضُ ،يومَ تركتِهِ
وكأنّهُ – يا للفجيعةِ – مَحْشَرُ
بكتْ الغيومُ ،على فُراقِكِ، مثلما
بَكَتْ الخلائقُ ،والمَدامعُ أغزرُ
أنتِ الوحيدةُ من يقومُ، مودّةً
أنّى صواحُبُها قَدِمْنَ وينحرُ
فسواكِ لا تحلو النساءُ بعينهِ
وزواجُهُ، لو عشتِ ،لا يتكرّرُ
يا صِنْوَ بيتِ الله ،ثمّةَ حِجّةٌ
أخرى إليكِ ،وبابُ دارِكِ مَشْعَرُ
أحرمتُ من عمّانَ، قبرُكِ وِجْهَتي
فالشِعرُ هَدْيٌ والقصائدُ مَنْحرُ
وعلى اسمكِ الأعلى ولا كُبرى هنا
أرمي المدائحَ فالمحبّةُ بيدرُ
مازلتُ بالكلماتِ ،مُنذُ لَثَغْتُها
أنّى أقولُ ” خديجةٌ ” لا أَعْثرُ
أمّي خديجةُ – لا مِراءَ- بفضلِها
ما أمحلتْ إلّا وقلتُ : سَتُمطرُ
فمدائحي فَشِلَتْ بأن تجتازَها
شكلًا وأعيا المادحينَ الجوهرُ