مَوَّالُ سُلْطَانَةِ الْإِشْرَاقِ
عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ | تونس
الشَّمْسُ غَابَتْ صَابَهَا الْإِغْمَاءُ
لَمَّا دَنَتْ مَوْلَاتِيَ الْخَضْرَاءُ
|||
سُلْطَانَةُ الْأَوْطَانِ مِنْ تَارِيخِهَا
النَّجْمُ ضَاءَ هِلَالُهُ الْأَجْوَاءُ
|||
دَامَتْ عَلَى مَرِّ الزَّمَانِ مَنَارَةً
“زَيْتُونَةٌ”يَسْمُو بِهَا الْفُصَحَاءُ
|||
كَفٌ بِكَفٍّ بِالثَّبَاتِ مَسَيرَةٌ
نَحْوَ الْمَعَالِي عَرَّجَ النُّبَلَاءُ
|||
فَتَسَامَرَتْ نَبَضَاتُ عُشَّاقِ الثَّرى
فِي سَهْرَةٍ عُنْوَانُهَا الْغَنْجَاءُ
|||
حَشَّادُ فَيْضٌ مِنْ دِمَاءِ مَحَبَّةٍ
لِلشَّعْبِ رَمْزٌ زَفَّهُ الشُّهَدَاءُ
|||
كَيْ نَرْسُمَ الْأَيَّامَ زَهْوَ خَمَائِلٍ
وَ نُعِيدَ مَجْدًا صَاغَهُ الْبُلَغَاءُ
|||
هِيَ ذِي سُكُونُ الرُّوحِ أَيُّ حَبِيبَةٍ
وَ أَنَا كًآدَمَ أُنْسُهُ الْحَوَّاءُ
|||
بِقَصَائِدِ “الشَّابِي” نُدَوْزِنُ نَغْمَةً
عَيْنُ الْحَيَاةِ سَفِيرُهَا الشُّعَرَاءُ
|||
لَكِ يَا مَبَاهِجُ رَوْنَقٌ إِشْرَاقَةٌ
آيَاتُ صُبْحٍ وِرْدُهَا الْعَذْرَاءُ
|||
فِي كُلِّ يَوْمِ مِنْ هَوَاكِ مَلَاحِمٌ
غَنَّتْ “عُلَيَّةُ” صَوْتُهَا الْعَلْيَاءُ
|||
فِيكِ الْمَتَاحِفُ بِالزَّخَارِفِ حَدَّثَتْ
عَنْ عَهْدِ قِبْصٍ تُحْفَةٌ آلَاءُ
|||
وَ كَذَا “الْحَنَايَا”قِصَّةٌ إِعْجَازُهَا
سُقْيَا الْعِجَافِ جُسُورُهَا الْأنْوَاءُ
|||
وَ لَكِ الْأَدِيبُ “الْمِسْعِدِي” مَوْسُوعَةٌ
لِلطَّرْحِ “حَدَّثَ”َ فِي الْمَدَى أَضْوَاءٌ
|||
نَصٌّ وَ نَسْبَحُ بِالسُّطُورِ مَسَائِلٌ
فِي عُمْقِ “سُدٍّ” أَحْرُفٌ عَصْمَاءُ
|||
سِجَّادَةَ التَّسْبِيحِ فِي أُفْقِ السَّمَا
عَلَمٌ يُرَفْرِفُ بُرْجُهُ الْجَوْزَاءُ
|||
أَعَرَفْتَ “مِصْبَاحَ”الْوَغَى لِلْعَادِي
أَرَقٌ وَ فِي لَيْلِ الْقُنُوطِ عَنَاءُ
|||
أَحْكِي “فَدَغْبَاجِي”وَ فِي إِعْدَامِهِ
عَزْمٌ عَلَى نَصْرِ الْبِلَادِ وَفَاءُ
|||
هَيْهَاتَ مِنْهُمْ ذِلَّةٌ إِصْغَارٌ
مِرْآةُ أُنْسِي لِلضَّبَابِ جَلَاءُ
|||
إِنَّ الْفُؤَادَ مُسَافِرٌ مُشْتَاقٌ
أَعْيَاهْ بُعْدٌ وَ الْرُّجُوعُ دَوَاءُ
|||
هِيَ مَجْدُنَا الْأَبَدِيُّ حَبْكُ نِضَالٍ
فَخْرٌ رَوَتْهُ مَسِيرَةٌ حَمْرَاءُ
|||
لِتُحِيكَهَا أُمِّي وَ فِي مَوَّالٍ
الْعِزُّ بِالْقَسَمِ الدَّفِينِ بِنَاءُ
|||
وَ هِيَ اِنْتِصَارٌ بِالْقَرِيضِ سِجَالٌ
لُغَةٌ عَلَتْ إِعْرَابُهَا الشُّرَفَاءُ
|||
إِنَّ نَزَّ مِنْ تَمْرِ الْخَلَاصِ رُشُوحٌ
نَاحَتْ بِنَا الْوَاحَاتُ فَاضَ الْمَاءُ
|||
وَغَدًا تُنِيرُ وَ بِالشُّمُوخِ كَوَاكِبٌ
فِي حُبِّ تُونِسَ قُبْلَةٌ وَ دُعَاءُ