لا نَهْرَ في مَهْدِ القَصِيْدَةِ
سائد أبو عبيد | فلسطين
كلُّ ليلٍ كانَ يَعبرُها يُذيبُ شُمُوعَها
فوقَ الوِسَادَةِ كَادَ يُحرَقُ حلمُها بِكِ
مهجةُ الحِبْرِ الشَّقِيِّ تُذِيبُ نَدْهَ الشَّوقِ
فاعتَزِلي غيابَكِ
واجعَلي كفَّيكِ نامُوسًا شَهِيًّا للقَصِيدَةِ
أَنتِ مُثقَلةٌ بِشَوقِكِ مِثلُها
في شَهوةِ الكَلِماتِ نَرْجِسَةٌ تُبَيِّضُ لَيْلَ مَجْلِسِنا الأَخِيْرِ
أَثارَني دَهَشَاتُ عَيْنَيْكِ
المَجَازُ النَّافِرُ الوَضَّاحُ بالحُبِّ الجَرِيحِ
أخِذْتِني بنبوءَةِ امرأةٍ تَرَى في شِعْرِها حِمْلانَ وثَّابَاتِ في شَرَهِ الوِهَادْ
كانَ انحيادًا حولَنا تِلكَ الوُجُوهُ العَابِسَاتُ على حَوَافِ الطَّاوِلةْ
حتَّى بُكاء سَمَائِنَا كانَ انحِيَازًا للمُؤَوَّهِ في تَعَارِيجِ الطَّرِيقْ
قدْ قُلتِ لي أَنَّ انعِكَاسَ المَوتِ يَخرُجُ في شوارعِنا شَهيدًا
كانَ يُؤمِنُ بالغِنَاءْ
لا بُدَّ من نارٍ تُصلي في ضُلُوعي
كَيْ يَفكَّ الغَيْمُ عَتْمَتَهُ
فتلمَسُني أصابِعُكِ الرقيقةُ عندَ مهجَعِنا بِمَاءْ