أمي وأبي على عتبة الحلم
سعيد جاسم الزبيدي | شاعر وأكاديمي عراقي – لندن
زارني في الطيف أمي وأبي
سألاني:ماجرى؟مامر بي؟
|||
قلت -والدمع جرى ملتهبا-:
أي ّ حرف يرتضى في اللهبِ؟
|||
ولهاتي منه في مجمرةٍ
وأُراني حائراًمن رِيَبي!
|||
كيف بي أُوجزُ من أمري الذي
كله في تعب من تعب
|||
أعرفتم أيَّ خوفٍ عشتهُ
سنواتٍ طالَ فيها نصبي؟
|||
وإذا من كوةٍ عهدي بها
ليس فيها منفذٌ للهربِ
|||
فُتِحتْ -هذا دعاءٌ منكما-
عبرت منها الخطى في عجبِ
|||
مرغمًاخلّفتُ فيها سَكَني
لتداري أربعًا ثم صبي
|||
ووصاةً في حياءٍ قلتها
لتراعي غيبتي في كتبي!
|||
راقبَتْني في النوى عيناهما
ورضا يصحبُني مغتربي
|||
ورضا ربِيَ مقرونًا بِهِ
بهما حقّقتُهُ من إِرَبي
|||
وإذا الفوزُ بما أنجزَهُ
وَلَدي ،فازوا بأعلى الرُتَبِ
|||
بكما بعدَ إلهي ما جرى
في اغتراب الشاكرِ المحتسبِ
|||
فلتقرَّ العينُ في آخرةٍ
بدعاءٍ مستطيلِ السببِ
|||
ودّعاني ثمّ طارا عاليًا
في جناحين خلال السُحُبِ
|||
فسلامًا لكما مشتركًا
في ربى الجنةِ أمي وأبي