غناءُ النور
عبير محمد (يمامة النيل)
في زمنِ النُّبوءاتِ الكاذبة،
وحضاراتِ الموت التي
لا ضوءَ فيها للحياة،
غابت غيومُ الإنسانيةِ ،
سكتنا عن غناءِ النور ،
تناسَينا الحق،
وعُذريةَ الضّوء،
وأحلامَ البسطاءِ.
حِبرٍ يتماهىٰ
مع أصابعِ النفاق..
يُجَرجِرُني علىٰ بياضِ الورقِ
قلمي العاري بكل جرائمِهِ النكراء بنزفِ قصائدِ الكادحين.
قصائدِ الشعرِ المتخاذلةِ تواطئت مع المسيح المزيف والشموس الكاذبة.
كلُّ شئٍ يسير ضدَّ أحلامنا
عصافيرٍ الحلم بلا ريش،
قصقصوا أجنحة الحرية فلم تنبت الأغنيات
لاجئون،
منفيون
نمضي إلى التيه، ونغوصُ في اللاشيء
ولا بوصلة نتشبث بعقاربها المدببة
صرنا لوحةٍ سُريالية تحاكي روايةَ رعبِ
وعلى طاولة (العشاء الأخير)نتغذَّىٰ على بضع كسرات من القهر
عسعسَ الحزنُ بآياتِ الخوف
صارت الكَرَاسٍي متخمةٍ بالكُروشِ
إرادتنا
منتهيةُ الصلاحية،
متراصون تماثيل شمع تحت خيمة الخيبات
رؤوسنا تجتزها الكلمات
جنائزِنا مُعَلَّقة علىٰ أهراماتِ الضياع،
نعزفُ نوتة الوجعَ، ونرتِّلُ الأنين،
للعائدون بنياشين الخديعة،
المطعونين على مقصلة الهُوية والطائفية
(وكلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون)
انتشَينا بأقداحِ الوهم ..
امبراطورياتِ الوهمِ
تسطو على أرضِ اليمام،
وتسرقُ قمحَ العصافير.
طَحَنتْ أرواحَنا رَحىٰ الوجع،
كُمِّمَت أبصارُنا عن رؤيةِ التأويل
نحمل خيباتنا في الطرقاتٍ المكتظة بالمكسورين
دمعي، يستفزُّني لأستعيدَ صباحاتِ الهرولة؛ كي تمنحَني القصيدةُ جوازَ الخلود
لأفتح أجنحتي في أول الشروق
وأحجزُ رقعةً في حقولِ الشمس
وأغمِسُ رغيفَ حُلمي في لغة الشراع
ألتمسُ من العبير عطرَ الصبر؛ لعلَّ الفجرَ ينضجُ بسنابلِ الأمل
يَمحو عتمةَ أحزاني
بقصائدِ السَّنا وأعانقُ أحلامي
على صراطِ اليقينِ
وأشدو مع العصافير اليتيمة
سُورة (النصرِ)
ونتقاسمَ الأحلامَ على أيْكِ الفرح.