ضَاْعَ الْمَبْنَى فِي خِضَمِ الْمَعْنَى

معالي التميمي | العراق

الْحَمْدُ للهِ بِرَحْمَتِهِ اهتَدَى المُهْتَدْوْنَ، وبِعَدْلِهِ وحِكْمَتِهِ ضَلَّ الضَاْلُوْنَ، وأَشْهَدُ أنَّ لَاْ إلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرَيْكَ لَهُ لا يُسألُ عَمَّاْ يَفْعَلُ وهُمْ يُسْألُوْنَ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَدَاً عَبْدُ الله ورَسُوْلُهِ.

الْلَهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّد

ثُمَّ أَمَّاْ بَعْدْ، قَدْ تَتَعَدَدُ الْطُرُقُ فِي مَوَاْضِعٍ، وَقَدْ تَنْعَدِمُ فِي مَوَاْضِعِ أُخْرَى، إِلَّاْ أَنَّ هُنَاْلِكَ دَرْبَاً وَاْحِدَاً غَيْرُ قَاْبِلٍ لِلْتَغْيِيْرِ وَلَاْ الْزَوَاْلِ، إِنَّهُ الْمَجَاْزُ إِلَى الله حَيْثُ الْنُوْرُ وَ الْحُبُوْرُ الْمُنْسَدِلِ، حَيْثُ الْسِلْمُ وَ الْسَلَاْمُ الْدَاْئِمِ، وَ لِتَبْلُغَ هَذَاْ الْمَسَاْرُ عَلَيْكَ أَوَلَاً أَنْ تَتَغَلْغَلَ بِأَعْمَأقِكَ حَتَى تَصِلَ إَلَى لُبِّ ذَاْتِكَ الْحَقِيْقِيَةُ وُتُزِيْلَ عَنْهَاْ غُمَاْمَ الْزَمَاْنِ، فَلَنْ يَصِلْ لِهَذَاْ الْمَنْفَذُ رَجِلٌ تَاْئِهُ الْوِجْدَاْنِ، مُنْعَدَمُ الْمَدَاْرِكِ، مُتَلَحِفَاً بِوَهْمِهِ خَوْفَاً مِنْ ذَاْتِهِ الْمَكْبُوْتَة، لَنْ تَصِلْهُ أُنْثَى رَمَتْ أَفْكَاْرَهَاْ وَقِيَمُهَاْ لِلْرِيَاْحِ الْوَهْنِ تَذُّرُهَا نَصْرَاً لِعَاَطِفَتِهَاْ، أُنْثَى أَغْرَقَتْهَاْ الْظُنُوْنُ حَتَى أَضَاْعَتْ نَفْسَهَاْ، قَاْلَّ تَعَاْلَى فِي كِتَاْبِهِ الْكَرِيْمِ: (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)،
أَمَّاْ بَعْدُ، أحِبَتِي فِي الله لِتَحْصُلَوْا عَلَى الْإِنْشِرَاْحِ و الْسُرُوْرِ يَجِبْ أَنْ يَعْرِفَ كُلٍ مِنْكُمُ مَاْهِيْتَهُ وَيَعْمَلُ بِهَاْ، فَفِي زَمَاْنِنَاْ الحَاْضِرُ اخْتَلَتْ أَغْلَبُ الْمَفَاْهِيْمِ انْعَدَمَتْ الْرِجُوْلَةُ وَتَلَاْشَتْ الأَنُوْثَةُ، ضَاْعَ الْمَعْنَى فِي خِضَمِ الْمَبْنَى وسَاْدَّتْ غِيْوْمُ الْأَسَى صُبْحَ الْحَيَاْةِ فَلَمْ يَعُدْ هُنَاْلِكَ طَعْمٌ لَاْ لِلْعَيْشِ وَلَاْ لِلْمَمَاتِ،
أَمَّاْ بَعْدُ، فَالْرِجُوْلَةُ عَلَى نَهْجِ رَسُوْلُنَاْ الْكَرِيْمِ رَأْيٌ سَدِيْدٌ وكَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ، ومُرُوْءَةٌ وشَهَاْمَةٌ، وتَعَاْوِنٌ وتَضَاْمِنٌ، قَاْلَّ تَعَاْلَى: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)، وقَدْ تُسْلَبُ حِبَاْلُ الْرُجُوْلَةِ تَمَاْمَاً إِذْمَاْ تَوَاْجَدَ الْكَذِبُ عِنْدَ صَاْحِبِهَا، أَمَّاْ الْأَنُوْثَةُ فَلَيْسَتْ لَهَاْ شَكْلٌ مُحَدَدٌ فَفِيْهَاْ الْعُمُوْمِ وَفِيْهَاْ الْخُصُوْصِ، مَعْنَىً مُتَشَعِبٌ بِالْمَعَاْنِي مِنْهَاْ الْجُرْأَةُ الْمُقْتَرِنَةُ بِالْعِلْمِ والْحِكْمَةِ، وَهُنَاْلِكَ مَضْرِبٌ لِلْمَثَلِ وَأهْلٌ لِلْقِدْوَةِ الْحَسَنِةِ لِلْنَاْسِ أَجْمَعِيْنَ بِمَوَاْقِفِهَا الْصَاْلِحَةِ (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً)، وَفِي الْنِهَاْيَةِ سَيَهْدِي الله مَنْ هُوْ صَاْدِقٌ فِي مَكْنُوْنِهِ ويُعْطِيْهِ رَاْحَةَ الْبَاْلِ وسَيُزِيْدُ ضَلَاْلَةُ مِنْ هُوَ كَاْذِبٌ فِي جَنَاْنِهِ وَقَدْ قَاْلَّ تَعَاْلَى: (إِنَّ الله لَاْ يَهْدِي مِنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَاْبٌ).

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى