اخلع لباس التشاؤم
موسى محمد دبيش | اليمن
تضيق بك الحياة، ويشتد بك الحال، وترى بأن كل الطرق أغلقت وتبدأ تتنفس الصعداء؛ لأن ضيق الخارج أعني ضيق الحياة أصبح ضيق الصدر والنفس والقلب، فتحس بأن الهواء قد توقف والأكسجين انعدم، وكأنك على قمة إفرست، وتحس بأن كل من حولك ذهبوا، وكل منهم انشغل بحاله، وبقيت قابعا تحت مظلة الكآبة والتعاسة، شعور بالأسى والحزن وخيبة الأمل والإحباط,
يا الله!! كم من قوة تحملك أيها الإنسان، ما أنت إلا شرايين رقيقة، وأغشية أوهن مما تتصور، وقلب لايملأ الكف، به نياط تتقطع، كلما اشتدت كآبتك وعصرك الحزن والأسى.
رفقا بنفسك فالحياة لا تستحق كل هذا، واعلم أن ما بك لن يؤثر على أحد غيرك، والحياة ستستمر بك أو بدونك، لن يوقف الزمن حزنك، ولن يؤخر ولادة طفل ألمك، ولن تجدب الأرض كآبتك،كل مابك ستعيشه أنت وأنت بمفردك مهما حاول أحدهم، – مهما كان قربه منك – مشاطرتك كآبتك وحزنك ويأسك، فلن يستطيع وسيبقى تأثير ذلك نفسيا وجسديا عليك وحدك.
انفض عنك لباس التشاؤم، الذي ارتديته وأحسست بأنه الرداء المناسب لحالتك وانطلق للحياة؛ فالحياة لاتتوقف لليائسين، ولاتصطحب الحياة اليأس معها، فقد قيل لا يأس مع الحياة .