عزف الناي
حنان بدران | فلسطين
تستفيق الشمس مذعورة
من خلف البحر
على صوت القصف المسعور
عزة النفس تقودها إلى الجنون
بين القذيفة والقذيفة
طباشير الأطفال ترسم ذعرهم
على الجدران وترفع إشارات النصر
كالمقص الجهنمي
ترسم بالأفق البعيد
غزة… العزة
عزة .. غزة
غزة .. عزة
طائرة زنانه
تسقط النقطة وتعيدها
بلا منارة من ضوء ونور
نضيء مصابيح البكاء
لا صفير لبواخر راحلة
في الهزيع الأخير للألم
نعبرها برهبة الجنون والخوف
في القلب عزف للبكاء
المتأهب للانتحاب
اختفى صوته أمام القباب المذهبة
المتضرعة لرياح الهبوب
مدينة تحمل ديمومة
الأشواق المستحيلة
لا تتقن الاختباء من العاصفة
اعتادت النوارس فيها أن تحلق
في العاصفة بلا وجل
نرحل معا
ونحن نقرأ في دفة كتاب السماء
الرعد والسحب المجنونة
في ضوء البروق…
نغسل أجساد حزننا بالمطر المتوحش
وقد لسعتنا الصاعقة
وشبت النار في أجنحتنا حتى الثمالة
لا نخاف الموت، حتى أخافتنا الرتابة!
في الأعماق تركض أحصنة الموج
المتأجج فوق الرمال الثائرة
مدينة الملح المشتعلة بالنار
وبالدم المهدور والفرح المذبوح
مضرجة بالحرب
هاربة من الموت اليومي
لم أعرف أن جرحنا سيصبح واحدا
ولا أعرف كيف سيخط بأصابع اللعنة
التوقيع على النوافذ المكسرة
* * *
في ليل من التنهد والأنس البريء
سقطت من يدي الكرة الشفافة
ركضت على الشواطئ طربا
ركضت خلفي زرقاء اليمامة
لم ترَ الهول الآتي
أيتها الحرب أيها البحر
حرب… بحر…
بحر… حرب…
“كفى يا بحر” “كفى يا حرب”
ذات الحروف
لكن صاروخا هزها وبدل مواضعها
ومن حينها
وأنا من زلزال لآخر
فأين المفر من مدن الأحزان
البضة…!!!
والبحر أمامي
ووجهك الدامي حبيبي
نحو السماء خلفي
فأين المفر …؟!
من كسر الخيبات
وهي تتدفق بداخلي
وأنا أغمس كسرة وجعنا بالحبر
أيها الأفق المدان
والأفق عريض
طيرٌ حرٌّ أنا
ابني عشا على سنديانة عالية
لن أمنح الأقدام القذرة
حق الدوس فيها !؟
ليس لمثلي
أن تتوه في لحج البحار
كيف أخطئ العنوان ؟
وسكنك فيَّ…؟!
يا وطن
تهب لكل الجدران لهيب الحواس
وتركت لي…
حاسة الصمت المهيب…!!!