وحوش بشرية.. لـ ،، سمية دحنون جفال ،، تجربة إنسانية
بقلم: مصطفى بوغازى
عن دار كوهينور للترجمة والنشر وسمت الكاتبة سمية دحنون جفال اصدارها الاول بعنوان “وحوش بشرية” عنوان ملفت يثير تساؤلات كثيرة ويفتح شهية القاريء ليضع هذا الكتاب بين يديه مدفوعا بنهم القراءة ودافع اشباع الفضول ، وتكشف الكاتبة سمية عن السر الكامن وراء منجزها هذا بمواضيعه المتنوعة والتي تسلط الضوء على متاعب المرأة وتنحت في صلب معاناتها على اصعدة كثيرة ، تتلاقى وشخصية الكاتبة التي رسمت بحروفها معاناة الآخرين ولا تنفي أن تجربتها الذاتية اسقطت في هذا المتن بشكل أو آخر، ولعل تجربة الكتابة لم تأتي من فراغ بل جاءت عن استجلاء وتقصي لمشاكل كثيرة تواجه المرأة في واقعها لتكون فريسة هشة سهلة للاذلال والاستغلال بشى الطرق والاشكال،،وقد بينت انها عاشت تجربة فريدة تمثلت في فتح صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال التواصل ومعايشة بعض ما تعانيه المرأة وما تسرده بلسانها تولدت لديها فكرة توثيق معاناتهن في كتاب من خلال التطرق إلى المواضيع التي اثرنها معها وكانت حافزا لها للكتابة وشكلا من التضامن وتوثيقا لمعاناة انسانية تعيشها المرأة اينما تواجدت وفي كل شريحة من شرائح المجتمع .فاعتمدت إلى تشريح واقعن باسلوب جميل، يحلل الحالات ويشرحها تاركة للقاريء تقدير المواقف، كما تضع بعض الحلول لمحاصرة هذا التمزق في النصف الآخر للمجتمع ، ولنضع القاريء في صورة المتن نورد هذا المقطع من احد المواضيع التي شملها كل إنسان ينظر إلى الحياة بطريقته من حيث جمالها او بشاعتها، وذلك وفقا لظروف حياته، حيث نرى إنسانا منعزلا عن كل مايحيط به ويبحث فقط عن وحدته، فيا ترى هل هذه طريقته التي ينظر بها إلى الحياة؟ أم أن ظروف حياته قست عليه وجعلته يخلق عالما لنفسه.. العديد يظن أن الشخص الذي يفضل انعزال العالم شخص مريض وغالبا مايصفونه بشتى الاوصاف ، وشتان بينه وبين الذي اختار وحدته على ان يشارك الناس في كذبهم ونفاقهم، الوحدة ليست ذلك المريض الذي يتوق للوحدة دوما، بل والمنعزل الذي يستغربون انعزاله وانسحابه على هامش هذه الحياة لكنهم لايطرحون سؤالا لهذا المجتمع، ما السبب الذي جعل هذا الإنسان يختار الوحدة؟”.