ندوب النفس
د. أسماء السيد سامح | القاهرة
أكثر قرارات الحياة نضجًا هو أن تختار أن تكون الشخص الذي تحب أن تكونه، بأفكارك وآرائك وطقوسك، وأن لا تسمح لروحك بأن تتقيّد بشيء ليوافق رأي الآخرين وهواهم، ذلك يا صديقي هو ما يوسّع بعينك متعة الحياة.
الجمال ليس في تناسق الملامح، بل في حركتها لحظة انبعاث الحياة فيها، كالإبتسامة حين تشرق من الوجه، والحياء حين يغمر الروح ويربك الجسد، تباشير الفرح لحظة اللقاء، حتى الجمود لحظة التأمل والإنسجام له حضوره وجماله، هذه الصور هي التي تلتصق في ذاكرتنا ولاتغادرها ابداً.
“يزداد إعجابي بالأشخاص المُختلفين الذين يتجنبون التقليد بشتّى وسائله، تفكير مختلف، قرار خاص، يخرجون كليًّا عن مسار الاعتياد المُملّ.”
إن الخطأ الوجودي الذي يرتكبه الإنسان هو أن يتغير لأجل الآخرين، عندما يتغير الإنسان بسبب الخوف من الإقصاء او بدافع الحب، يتحول الإنسان إلى ظلال إرادة الآخرين ، يعبر عن تصور الآخرين ، فيما تذوب كينونته في مستنقع التغيرات
الشخص المتصالح مع ذاته يمتلك القوّة لإخبار شخص آخر بأنه جميل، لا يناسبه أقاويل تحت الطاولة، لا ينافسه أحد ولا يتنافس مع أحد، لديه السّلام الداخلي الكافي ليُفصح عن اعجابه بعقلية شخص آخر، لا ينتقد ولا ينصح مالم يطلب منه ذلك، ولا يشعر بالتهديد لمجرد وجود شخصية أخرى مميزة.
تهرب من شخصك القديم فتقع أسيراً لشخص آخر لم تتوقع أن تصبحه يوماً وفي نفس الوقت تبقى مطارداً من شخصك القديم أينما ذهبت، وتقضي طوال حياتك تهرب من شخصياتك القديمة وتحاول فكّ أسرك من شخصياتك الجديدة وتدور داخل حلقة مفرغة لانهائية تحاول الوصول لشخص لن تصبح عليه حتى تتوه للأبد..
يقتلون طفولتك وينهبون شبابك ويتحكمون بكل جوانب حياتك ثم يخبرونك بأنهم علّقوا عليك الكثير من الآمال ولم يتوقعوا منك أن تصبح هكذا..