امرأة سيئة الحظ
ياسمين كنعان
المرأة السيئة الحظ التي كتبت آلاف الرسائل لم تعثر في الكتب المعتقة على الرفوف على رسالة حب واحدة منسية بين صفحات كتاب؛ فتشت صندوق الذكريات مرارا ليس ثمة قارورة عطر فارغة تحفظ رائحة الحب قبل اللقاء أو بعد اللقاء، لا منديل قماش واحد مطرز بحرف اسمك الأول ولا الأخير، لا وردة محنطة، لا صورة معلقة، لا قبلة على وسادة الأحلام..!
المرأة السيئة الحظ لم تعثر هذا المساء على فتيل شمعة بوسعه أن يشعل نار الذكريات..أو يبدد الظلمة..!
المرأة السيئة الحظ تذكرت أنها بلا حظ، أرخت أصابعها القابضة على القلم وسلمت روحها للضجر، تأرجحت على حبل نعاس، سقط رأسها على كتفها من شدة التعب، صفع البرد عنقها..تلاعبت بها رياح الذكريات..نهرت أشباح الليل، لكنها ظلت تتحلق حولها وتزعق حتى حرمتها لذة النوم ..!
المرأة السيئة الحظ خمشت وجه الليل بأظافرها فتبدى لها ضوء الصباح..ركلت الغطاء والنعاس ومضت كعادتها إلى يومها منهكة..!