قصيدة حب أنا، يعاد تأويلها بعد كل قراءة
نص ولوحة: لبنى ياسين
لم أكن شوكة لأدمي أصابعك
ولا وردة تقطفها، تستنشق عبيرها، تغرسها في قاع الماء، وتحنطها في مزهرية، ليصبح المكان أجمل،
لم أكن قلماً
ينفذ منه الحبر، وتخونه العبارة، ولا ورقة بيضاء، تخدشها بخطوطك، فتنتهي صلاحيتها
لم أكن عصفوراً
تحبسه بين القضبان، وتقدم له القمح والماء، وتنتظر منه أن يمنحك تأويلاته الحزينة في وجوم تغريده.
لم أكن فراشة
تغريها بنارك، لتشتعل أجنحتها عند تخومك، وتبقى عاجزة عن التحليق بعدك
لم أكن حلماً أيضاً
ينتهي باستيقاظك، لتبحث عن تأويله بما يناسب طقوسك، ومزاجك المتقلب، ولا كابوساً يقتلع السكينة من صدرك.
قصيدة حب أنا، يعاد تأويلها بعد كل قراءة
كلماتها مغزولة من شجن ونار، تمنحك حيناً توهجها، وتتوجك أميراً للأساطير أحياناً أخرى، لكنها في خاتمة المطاف تعيدك إلى حيث أنت تماماً، لتشعل أصابعك أغنيات جامحة، تسرقها الريح من قلب امرأة، أدماها عشق جارف.