تقدم إلى باب الكريم
هلال السيابي | شاعر عماني ودبلوماسي سابق
“تقدم إلى باب الكريم مُقدٌِما”
له كَبِداً حرٌَى، و قلباً مُتيٌَما
|||
وقدم اليه عن هوىً وصبابةٍ
“له منك نفساً قبل أن تتقدما”
|||
“وعرٌِج على باب الكريم فسله من”
مواهبه، واجأر اليه معظٌِما
|||
وخُصٌَ به العلمَ الشريفَ فسلهُ مِن
“مواهبِ نورِ العلمِ بحراً قليذما”
|||
“فمن لم يكن بالعلم في الناس مبصرا”
يكن عيشه ضنكاً، ومرآه مظلما
|||
ومن لم يفقهه الإله بدينه
“فلا عاش الا في الضلالة والعمى”
|||
“ومن لا له في عزة العلم نسبة”
تجهم من أيامه ما تجهما
|||
ومن لم تضء شمس العلوم بصدره
“فليسَ له إلاٌ إلى الذلة انتما”
|||
“ومن لا له من ثروة العلم ثروة”
رعى الفقرَ زرعاً والجهالةَ مغنَما
|||
ومن لم ينلْ من ثروةِ العلمِ ثروةً
“فمن ثَروةِ الدٌارين قد صارَ معدِما”
|||
“نعمْ علماءُ الدٌّين في الأرضِ رحمةُُ”
متممة ضاءت مدى الدٌَهرِ أنجُما
|||
ومرحَمَةُُ من خِيرةٍ أزلَيةٍ
“على الثٌَقلينِ عمٌَتِ الكلٌَ منهما”
|||
“بِهِم شَرفُ الدٌَارينِ تَمٌَ، فهمْ به”
أقاموا بحيث الله للمجدِ تمٌَمَا
|||
ولاحَ عَلَيهِم نُورُهُ فهمُ بهِ
“ملائكةُُ باهتْ ملائكةَ السما”
|||
“ألم ترَ في القرآن أنْ أولياؤهم”
وذلك نصٌُُ في الكتابِ تبسٌما
|||
وذلك تشريف لهم أن تُجلٌَهم
“ملائكةُ الرٌَحمن فالله أعلما”
|||
“أقرٌتْ جميعُ الكائناتِ بفضلِهم”
وأيٌُ جلالٍ فوق ذلك قد سما!
|||
وسلٌمتِ السبع الشداد بفضلهم
“عَلَيها، وحوتُ البَحرِ في البَحرِ هينَما”
|||
“ولم لا ولولاهم تلاشت جميعها”
تلاشيَ ذرات الحَيا كلٌَما همى
|||
وماتَتْ، ومافي ذاك شَكٌُُ لذي نهىً
“ولم يبق منها في الوجود لها سما”
|||
“هُمُ خلفاءُ اللهِ في أهلِ أرضهِ”
فكن لهمُ طولَ الحياةِ معظٌّما
|||
صراطُهم الأهدى سَبيلاً، وإنما
“بهديهم أمتُ البسيطة قوٌما”
|||
“لحكمِهمُ الدنيا تَدينُ، وقد عَلَتْ”
بعزٌَتهم عزاً ومجدا مُتَمٌَما
|||
وسادوا بفضلِ اللهِ والعلمِ و الهدى
“سلاطينَ أهل الأرض أعظم أعظما”
|||
وآراؤهم تقضي بهن ملائك
“السموات أو تجلو بهنٌَ المعتٌَما”
|||
ويؤخذُ عَنهمْ علمُ مافي كتابهِ
“المنزٌَلِ “فيما قد أحلٌَ وحرٌَما”
|||
“ولو لمْ يكنْ نصٌُ الكتابِ أتى بها”
إلينا، كما نارَ الضيا متبَسٌِما
|||
ولم تأتِ في القرآنِ نصًٌاً مَصَحٌَحاً
“صريحاً، ولا الهادي بها قد تكلٌَما”
|||
“غَدوا قدوةَ الأملاكِ لمٌَا همُ اهتدوا”
بما نزَلَ الذكرُ المبينُ وأحكما
|||
وصاروا لمن تحتَ السٌمواتِ قدوةً
“بما لهم ربٌُ الملائكِ ألهما”
|||
“وذلكَ مِن أدنى رفيعِ مراتب”
فإنهمُ باللهِ في ارفعِ الحمى
|||
ولو دَانتِ السٌَبعُ الطباقُ جَميعُها
“لهمْ لم يَعِدٌِوها فخاراً و مكرما”
|||
“فما استحسنوا فالله يقضي بحسنه”
لأن به اللٌُطفُ اللٌَدُنٌيٌُ هينَما
|||
وماهوَ الا أحسَنُ السٌُبلِ الألى
“وما استقبحوا الا قَبِيحاً مُذَمٌَما”
|||
“وربٌُكَ مَن والوهُ فهو وليٌُه”
جلالاً وتعظيماً لهم وتَكرٌُما
|||
ولايتُهمْ سرٌُُ من الله مُشرقُُ
“ومن خَاصَموهُ كان للهِ أخصَما”
|||
“هُمُ أغنياءُ العَصرِ ، والعَصرُ أهله”
اليهم بحاج كلٌَما الفقرُ خيٌَما
|||
ففقرُهمُ عَينُ الغنى، والورى لهُمْ
“قد افتقروا ، والمالُ بينَهم نما”
|||
“يرومُ كنوزَ الارض غيرهم ، وهم”
يرون حطام الأرض أمراً مُحطٌما
|||
فما تفعلُ الدٌُنيا لهمٌ، وهمُ الألى
“أصابوا كنوزَ العرش وفراً ومَغنَما”
|||
“وهمْ في الثَْرى قاموا، وارواحُهم إلى”
حمى الخلدِ بالفردوسِ تستوطنُ الحمى
|||
أقاموا بهذي الأرضِ ثمٌَةَ يمٌَمُوا
“سما العرشِ والكرسي أدونها سما”
|||
“وما قنعوا بالعرش والفرش كلٌِه”
ولكنٌَهم أمًٌوا المقامَ المعظٌَما
|||
سَرَوا بالدٌّياجي المظلماتِ إلى العُلى
“فجازوا إلى أعلى مقام واعظما”
|||
“ولو وقفوا بالعرش والفرش لحظةً”
لما كان الا زادَ دَربٍ وبَلسَما
|||
ولو أنٌَهم لمْ يشرأبٌُوا هنيهةً
“لعدٌوه تَقصِيراً وجُرماً ومَأثَما”
|||
“تقدٌَم في ذاك الخليلُ بقوله”
وأنفاسه تجلو الضٌَياءَ المهينِما
|||
فقالَ وسِرٌُ اللهِ يهفو بذاتِهِ
“لجبريلَ دعني منكَ للِه مُسْلِما”
|||
“لملٌةِ ابراهيم شادَوا فشاهَدوا”
التوًَحد للٌَذاتِ الإلهيٌِ مَعلَما
|||
كما أنٌهم والنورُ يسطع عايَنُوا
“التلفٌتَ للشرك الخفي مُتَمٌَما”
|||
“فقامُوا بتجريدٍ وداموا بوحدةٍ”
وناهيكَ بالتٌَجريدِ والوِحِدةِ أنتما
|||
وما ذاكَ إلاٌَ نزعةُ نبويةُُ
“عن الإنسِ رَوْمَ الأنسِ فيها تنعما”
|||
“بخلوةِ لي عبد وستري بيته”
ومن سترتهُ الآيُ فاز وعُظٌِما
|||
فبيتيَ بيت الله آوي لِستْرهِ
“وبيتي عن الأملاكِ والرٌُسلِ كُتٌِما”
|||
“وما بلَغُوا ذاكَ المقامَ بقوةٍ”
وأنىٌَ لإبنِ الأرضِ أن يَبلغَ السٌَما
|||
وأنىٌَ لهمْ، وهوَ البعيدُ مزارُه
“ولكن بنورِ العلمِ قد بَلَغوا الحمى”
|||
“عَشِيٌَةَ أعطوه عهوداً مُطاعةً”
مطهرةََ ، كادت سناً أنْ تَكَلٌما
|||
فنارت عهودُ النور منهم بأوجه
“على طاعة منهم غداة تحكما”
|||
“وقد بايعوهُ أنفساً مُطْمَئٌَنةً”
ومن يَلقَ سَاحاً مورقَ النٌَبتِ خيٌَما
|||
فيالكَ من بيعٍ تعالتْ فصولُهُ
“ببيعَتهِ والعَقدُ بالعَهدِ أحكِما”
“فجدٌَ بهم في السيرِ للخيرِ والجاً”
بهم كالدجى أو كان أدهى وأعتما
|||
وسارَ بهِم سيرَ الاتيٌِ ، وخائضا
“بهم أخطرَ الأهوالِ حتٌَى تقحٌَما”
|||
“فأبعدَهم عن كلٌِ إلفٍ وعادةٍ”
وأوردهم خيرَ العَوائدِ مغنَما”
|||
وصفٌاهمُ ، والتُّبر يصفو على اللٌظَى
“وعوٌَدَهم شربَ الشٌدائدِ علقَما”
|||
“فمن بعدِ عادي النٌَوم والشبع والروى”
وتلكَ خلالُ المترفينِ ذَوِي العَمى
|||
فقدْ غادروا تلكَ الخلال، وانٌَما
“غدوا إلفَ حلفِ السٌُهد والجوعِ والظٌَما”
|||
“فندمانُهم عادوا البكاءَ تندٌُما”
وأحرِ بمن يَهوى بأنْ يتندٌَما
|||
فأسيافُهم فُلٌَت وأركانُهم هَوَتْ
“وأزمانُهم قد عدنَ بالنٌَوح مأتَما”
|||
“وأوردَهَم بالحزنِ لُجٌَةَ أدمعٍ”
فسل بهمُ البحرَ الخِضَمَُ العرَمرَما
|||
وأنقذَهَم بالخوفِ من أبحُرِ الٌَلظى
“وأورى بهم للخوف نارَ جهنٌَما”
|||
“شدائدُ عدٌُوها فوائدَ فاغتَدت”
مواردَ عِزٌٍ تُلحقُ الأرضَ بالسٌما
|||
ومن يكُنِ اعتادَ الطريقَ فهولُه
“عوائدُ أعيادِ السرور تنعٌُما”
|||
“ولو جانبوها رومَ غيرِ جنابِها”
لعادوا من الإثراءِ والعز يُتٌَما
|||
ولو أنٌَهم رامو مجانبةَ الهوى
“لعدٌوا بحكمِ العدلِ ذا العدلِ مأثَما”
|||
“همُ صدقوه، وهو أصدقُ واعدٍ”
تعالى، وأوفى ذمةٌ وتكرٌُما
|||
وأعلى تعالى الله مجداً وعزةً
“وأوفى ذمام، حبلُه ليس أفصَما”
|||
“به نَهَجوا في كلٌّ منطمس الصٌُوى”
كذلك تُبلى الصٌَافناتُُ لتُعلَما
|||
فساروا إليها والدٌُجى دَامسُ الرٌؤى
“فكان لهم في كلٌّ بهماءَ مَعلما”
|||
“ويُملِي لهم في السٌَيرِ عن كلٌّ كامنٍ”
ويُبْدِي لهم ما كانَ عنهم مُكتٌما
|||
فجالَ بهم بينَ الفراقدِ شُرٌَدا
“وحالً إلى أسوى طريق وأقوما”
|||
“وقاسَمَهم باللهِ أنيَ ناصح”
وأني لكم ممن هوى وتقدٌَما
|||
وأني لكمْ ما عشتُ عبدُُ لمجدِكم
“فأنهى إلى أبهى مقامِِ وأكرما”
|||
“وحل لهم رمزا وكنزا مكتما”
على سبحات العرش من قبلُ هَوٌَما
|||
ففتٌَح منهُ مٌغلَقاً ظلٌَ مبهماً
“من السر قد كان الرحيقَ المختٌَما”
|||
“وقال لهم هذا المقام، وهذه الخيام”
فمن دانى الربا ثَمٌَ خَيٌما
|||
وهذي ديارُ الملكِ والملكوتِ للكرامِ
“وذا بابُ المليكِ وذا الحمى”
|||
“فماليَ فيما بعدَ ذلك مصَعَدُُ “
ولا سُلٌَم اعلو بهِ هامةَ السٌَما
|||
وماليَ الا ذلكَ البابِ مَدخلُُ
“ولا موعدٌُ من بعدِ ذلك ألزما”
|||
“هنالكَ قد تطوى الصٌحافُ وتُنشرُ السٌجافُ”
لمن في الله غارَ وأتهَما
|||
فكن رجلاً إن تَطوهِ الأرض تنشرُ السٌُتورُ
“فلا تطوى بحدٌّك فافهما”
|||
“ولا تفتحُ الأبوابَ الا عِنايةُُ”
لدنيةٌٌ تبغي المقام المقدٌَما
|||
ولكنٌَها من ذي الجلال مَحَبٌَة
“لمن شاءَهُ ذاك المليكُ تَكرٌُما”
|||
“فسَلٌّم إليهِ الأمرَ ، واطٌَرحِ المرا”
فلن تر كالتسليم للمجدِ سُلٌَما
|||
فلا تَكُ عن بابِ الحقائقِ نائياً
“ولا تكُ في شيءٍ من الأمرِ مُبرِما”
|||
“وقل بلسانِ الحالِ: مالي وسيلةُُ”
الى الله إلا أنْ أذلٌَ وأخدِما
|||
وما ليَ حولُُ انتضيهِ وقوةُُ
“ولا حيلةُُ والهجْ بقولِكَ ما وما”
|||
“فإن تكُ لا شيئاً هناك فإنٌه “
هناؤُكَ ، فاهنأ بالكمال منعٌَما
|||
رُضِ الذاتَ عما فاتَ منكَ فانٌَه
“رناك لما أدناك أذ لك قد رمى”
|||
“وإن ساعةً أفناكَ ابقاكَ خالداً “
جليلَ المراقي، فابتغِ العرشَ مَغنَما
|||
فذاكَ اذا ما اختصٌَك اللهُ لحظةً
“بوصف له باقي صِفاتِك أعدَما”
|||
وإن هو جلٌَى فيكَ بعضَ صفاتهِ
فأشرقْ كما قد شئتَ بدراً مُتمٌَما
|||
فإنٌك انتَ الانَ غيرك سابقاً
“فما كنت أنت الآن انت المقدما”
|||
“وفيها مقاماتُُ لأهلِ صفاتِها”
فكن بمقاماتِ الصٌِفات مهَينِما
|||
لعلك أن تستجليَ السر دانياً
“شموساً واقماراً تُنيرُ وأنجُما”
|||
“فمن ذاقَ منها نغبةً ماتَ رغبةً”
ومن حامَ من حولِ الحِمى بلغَ الحِمى
|||
سَقَتهم أفاويقُ الهوى من كؤوسها
“ومن لم يذقها مات بالغم مُسقَما”
|||
“معالمُ تستهدي الحلومُ بهديِها”
وترقى بها شأناً ومجداً ومنتمى
|||
وتمطرُ هاتيكَ الغيومُ بغيثها
“العلومَ بما كان العليمُ المعلٌِما”
|||
“فعرٌَفهم إيٌاهٌ منهُ كرامةً”
فكيفَ اذا ما كانَ أدنى وكرٌَما
|||
فباتوا على قابٍ ، وراحوا بقَوسِه
“واشهدهم اياه منه تكرما”
|||
“وخلٌقَهم باسمِ العظيمِ تفضلا”
وربٌاهم باسمِ الكريمِ مكرٌِما
|||
وكانَ لهم باسمِ العليمِ معلماً
“وكانَ لهم باسمِ المبينِ مسوٌّما”
|||
“وكان لهم عنهُ فكانوا لهُ بهِ”
شهوداً، ومن لم يَشهدِ الحالَ أغرِما
|||
وناداهمُ والطورُ منهم بأعيُنٍ
“وقام بهِ عَنهُم إليهِم مُكلٌَما”
|||
“فمذْ عَرَفوه لم يروموا تَعرٌُفا”
ومن شَهِدَ المرأى رأى غيرَه عمى
|||
وما الغيرُ لو طالتْ طوائلهٌ سوى
“إلى غيره، والغير ثم تعدٌَما”
|||
“وليسَ لهم جهلُُ هناكَ وما عسى”
وقد طلعت شَمسُ الظٌهيرةِ مثلَما
|||
وأنىٌَ وقد نادى المنادِي مبيناً
“لهم أن يروا من بعدِ ذلكَ مُبهَما”
“وما عَلِموا شيئاُ بعلمِهمُ، وقد”
سقاهم من العلم اللٌَدنٌّي كلٌما
|||
فباتوا بحوراً زاخراتً، فإنهم
“أحاطوا بعلمِ العرشِ واللهُ علٌما”
|||
“هم لوحُهً المحفوظُ كانت قلوبُهم”
بها السرٌُ أوعى كلٌَ شيٍء وأحكما
|||
فضاءَ بها العرفانُ حتٌى كأنٌها
“بها قلمُ الأنوارِ للسرٌِ رَقٌما”
|||
“مواهبُ قد دَقٌَت عن الفهمِ وارتقت”
فمن لك أن تَدري الجلالَ المكتٌَما
|||
ومن لك أن تدري الخفيات، إنٌها
“عن الوهم رقت عن نسيم تنسما”
|||
“بها انطوتِ الأكوانُ في طيٌّ عِلمِهم”
وذلك حكم اللهِ فيهم تحكٌَما
|||
أحاطُوا بما في الكونِ سراً وجًهرةً
“من العرشِ والكرسيٌّ والأرضِ والسٌما”
|||
“فكانتْ جميع الكائنات مَصاحِفاً “
عليها أقاموا كلٌَما الليلً أظلما
|||
فنادتهمُ الآياتُ وهي شواخصُُ
“لهم تهبُ السرٌَ المصونَ المكتٌَما”
|||
“لطائفُ لم تودع صحائفَ كاتبٍ”
ولكنٌَه الفيضُ اللدنيٌُ قد همى
|||
إشاراتٌ سِرٍ باذخِ الشانِ لم تكُن
“تطالعها الأفهام والله ألهما”
|||
“وكم ادركوا بالعقلِ أمراً منزٌَها”
عنِ النٌقل لو لم يلهمِ اللهُ من سَما
|||
فلا تتعجٌبْ إن رأيتَ مكتٌَما
“عن النٌقلِ في الألواحِ لن يترسٌَما”
|||
” يَضيقُ فضا الأكوانِ عن شرحِ بعضهِ”
فأنىٌَ لشرحٍ أن يَفيهِ مُترجِما
|||
معاجزُ أعيتْ كلٌَ هادٍ وهادرٍ
“وكلٌَ لسانٍ كَلٌَ بل ظلٌ مفحما”
|||
“به صُحُفُ الأرواحِ أشرقَ نورُها”
فيالكَ من نورٍ له السٌِرٌُ كتٌما
|||
تعالى عن الأنظار مورق نورهِ
“وصِينَ عن الألواحِ أذ كنٌَ أظلما”
|||
“لذلكَ فاطلبْ إن يكنْ لك مَطلبُُ”
ولو كان بالسٌبع السٌَمواتِ قد سما
|||
تَطَلًبْ، وثابرْ في الطٌِلابِ مكرٌِرا
“ترى كلٌَ مطلوبٍ سوى ذاك مَغرَما”
|||
“على قَصدِه قُصدُ السٌبيلِ، ومن عدا”
تردى الى العمق السٌَحيقِ مُهوٌّما
|||
أتعدو سبيلَ اللهِ عمداََ ، ومن عدا
“سبيلَ الهدى نحوَ الرٌدى قد تيمٌما”
|||
“فكن واقفاً بالبابِ في كلٌّ ساعةٍ”
فمن لم يقف بالباب غُلٌَ وأرغِما
|||
تذلٌَلُ اليه ما استطعت مدى المدى
“ترى الذل فيه عزةً وتكرٌما”
|||
“وجانبْ رياشَ الجاهِ والعزٌَ والغنى”
فما هيَ الا الفقرُ والذُلٌُ والعمى
|||
فكن سالكاً وعرَ الطَريقِ ولا تُبل
“وكن باضطرارٍ وافتقارٍ مؤمما”
|||
“وان شئتَ عزٌَ العلمِ، فالعلمُ عِزٌُه”
بذُلٌّك فيهِ، فلتذلٌَ مُعظٌِما
|||
وإياكَ إياكَ ” الأنا ” فرداؤُه
“لباس لبؤس الذلٌِ لله مسلما”
|||
“وإن كنتَ تبغي العزٌَ والجاهَ في الدٌنا”
فغادر لعمرُ اللهِ هذا المخيٌَما
|||
حذارِ حذارِ ما بذا يُطلبُ الهدى
“فدعْ عنك داعي العلمِ وارحلْ مُسلٌّما”
|||
“ودَعْ عنكََ أدناسَ المطامعِ طَامِحاً”
إذا شئتَ أن ترقى المقامَ وتَنعَما
|||
وسِر قُدُما إن جزتَ وادي محسٌرٍ
“لمولاك منه طامعاً جلٌ مُنعِما”
|||
“ففيهِ الغنى بالفقرِ إذ رؤيةُ الغنى”
بهِ كم اشادتْ ويكَ مجداً مُهَدٌَما
|||
فإنٌَ الغنى أن لا تحاولَ كسبَه
“هناك الغنى بل منهما اقصدهُ معدِما”
|||
“فلا راحةُُ ترجى لمن رامَ راحةً”
وان كانَ بالخيلِ العتاقِ تقدما
|||
ولكن إذا ما شئتَها فافنَ دونَها
“ومهما بَذلتَ الرٌوحَ صادفتَ مغنَما”
|||
“ففي بذلِها صونُُ لها إنْ تُقُبٌِلت”
فأقبل إليها مُقبلَ القلبِ مُقدِما
|||
ودَعْ عنكَ هاتِيكَ الامانيٌ خُلٌَباً
“وإلا فقد سِيقَت إلى ذلك الحمى”
|||
“هنيئاً لها فخراً بما قد تعرٌَضَت “
عسى بارقُ الألطافِ أن يتبسٌَما
|||
لعاً لك ما أدناكَ من ذروةِ العلى
“لذاك الحمى لو كان مطلبُها احتمى”
|||
“وإن أمٌَ أبوابَ الملوكِ مؤمٌّل”
وبات على الأبواب عبداً مسوٌَما
|||
و لاحتْ لكَ الأبوابُ يُومضُ بَرقُها
“فيَمٌِم إلى أبوابِه مُتقدٌّما”
|||
“فأبوابُه فتحُُ ، وماثَمٌَ حاجِبُُ”
لقاصدهِ، بل تُفتحُ الأرضُ والسٌما
||
ونَعماؤُهُ عمٌَت ورحمتُه هَمَت
وأفضالُه شرحُُ وما ثمٌَ مُحتمى”
|||
“لأبوابهِ ما عشتُ أغشى، ولم أكن”
لأحذرَ بعدَ العزٌّ من رامَ أو رَمى
|||
وما كنتُ بعد العزٌّ والفضلِ والهُدى
“لأخشى رقيباً أو عذولاً مُلوٌّما”
|||
“فَعنديَ فيهِ عاذلِي مثلُ عاذِرِي”
ومن سرٌَني فيهِ كمن ساءَ مُرغِما
|||
وسيٌَانَ عندي من قلانيَ أو رعى
“ومن فيهِ عاداني كمن بي ترحٌَما”
|||
“سأرحلُ عنهم أجمعينَ إلى الذٌي”
عُنِيتُ به عَنٌِي وعن كلٌّ مَن ومَا
|||
وأبقى نَجِياً لا اريمّ عنِ الذٌي
“به لذٌَ لِي ذلٌّي وعزًٌي تَجهٌَما”
|||
“عسى أنني أدعى دعياً ببابهِ”
على أنني بالبابِ بتٌُ مهوٌِما
|||
وعلٌّي به أدعَى واعرَفُ في الملا
“أذا لم أكن باسمِ الخديم مُوَسٌَما”
|||
“وإلا فإن أدعى به متطفٌِلاً “
لديهِم فما أعلاه مجداً وأكرَما
|||
سأسمو بهِ في محفلِ المجدِ والعُلى
“فقدري بِهذا الاسمِ يخترقُ السٌَما”
|||
“وإن أدعَ ‘لا شيئاً ‘هناك فانني”
أصافح ‘باللاشيء’ معنى معظٌَما
|||
فقفْ أو فسِرْ بِي للأعالي ، فانني
“بذاكَ لقد أصبحتُ في النٌاسِ مُغرَما”
|||
“وماذا عَسى أدعى وماذا عَسى أرى”
وقد بتٌُ من سرٌِ التٌَصارِيفِ معجما
|||
تَعَالَى ارتضى أن أسيرَ بنهجهِ
“فماكنت فيما يرتَضِيهِ لأسأما “
|||
“وإن كانَ لي من لومِ نفسي حاجبُُ”
فذلكَ من ‘لوٌَامتي’ عارض هَمَى
|||
على أنني والله يعلمُ أنني
جعلت اللجا مني به لي سُلًَما”
|||
“وبين يديْ نجوايَ لما قصدتُه”
رأيتٌ من الإحسانِ سيلاٌ عرَمرَما
||
وبتٌُ أرى ما لا يُرى ، حيثُ أنني
“جعلت الرجا أرجى شفيعٍ وأكرما”
|||
“وما كنتُ أرجو أن يُخيٌّبَ راجياً “
تعلَقَ باللطف العظيم وهَوٌَما
|||
فإن فيوض اللطف تهمي لعبدِهِ
“ولو لم يكن أهلاً لِيُدنى ويُكرُما”
|||
“وما أنا ارجو باجتهادي وَصلَه “
ولكنٌَ سبقَ اللٌَطف قد كانَ أقدَما
|||
فمالاجتهادِي أن يُرينيَ ما ارى
“وما لاجتهادي أن يكونَ المقوٌما”
|||
“تركت اجتهادي واعتياديَ إذ غدا”
سقيماً، ويمٌمتُ الهوى حيثُ يمٌَما
|||
وخلٌَفت خَلفي كلٌ جدٌيَ جاعلاً
“مرادي اعتمادي مُسلِما ومسلٌما
|||
“وحكمتُه في كلٌِ أمري أرادةُُ”
تجلٌُ، فان السرٌَ قد كان أعظَما
|||
لقد خفيَ السٌرٌُ اللٌَدنٌُي مقصداً
“وفعلاً وملبُوساً وشُرْباً ومَطعَما
|||
“واجريتُ منٌّي النٌفسَ فيما يريدُه”
ونهنهتُها عمٌَا تحاول مُلجِما
|||
وقلت لها: يانفس سِيري على الهدى
“بأمرٍ وزجٍر، إن أحلٌَ وحرٌما “
|||
“فما لي إلى ما صدٌَني عنه مطمحُُ”
فإن طموحي أن أكونَ لهُ كما
|||
سأجعلُ في كفٌِ التَصَرُُفِ رايتي
“وإن جدٌَ لي أمرُُ فلن اتلَعثَما”
|||
“وماليَ لا أسعى إلى ما لهُ دعا”
ولمٌا يكُن الا المقامَ المكرٌَما
|||
وماليَ لا أدنو لاقبسَ نورَه
“وماليَ لا ارضى اذا ما تحكٌَما”
|||
“وماليَ من سعيٍ وماليَ من رضا”
ولكنٌَ في الحالينِ جئتُ لاخدِما
|||
فماليَ من أحوالِ ذاتي جميعِها
“سوى نسبة منه بها قد تكرٌَما”
|||
“ولاقدرة لي أن اريدَ مراده”
تفرٌَد فيما قد أرادَ وأحكما
|||
‘بكن’ كلٌُ شيٍء كائنُُ لمرادِه
“فكيف مرادي إن ارِدْ كنتُ أظلما”
|||
“مراديَ لي أن لا أرى لي ارادةً”
فما أنا الا مثل ظِلٌٍ ترسٌَما
|||
عبوديٌتي تقضِي بمَحقِ إرادتي
“وتلك له عينُ الارادةِ في العمى”
|||
“فصَمتيَ ذكري، والسٌكونُ تصرٌفي”
نقائضُ من حالِ النقائصِ بي ارتمى
|||
له كلٌُ أحوالي، ولوحالَ بي الهوى
“ونوميَ وردي، حيثُ كانَ المنوٌّما”
|||
“وأشهد منه المنعَ ضرباً منَ العطا”
وفي الحالتَينِ لاحَ ما كانَ أحزما
|||
ففي السٌَلبِ والايجابِ معنىٌ مرجٌَحُُ
“وفي الفصلِ معنى الوصلِ بالأصلِ قًيٌِما”
|||
“فما شاءَ فليفعلهُ، ما شاءَه أشا”
ومن أنا حتىٌَ أصْطِفي ليَ مزْعَما
|||
فما ليَ من أمر المشيئة ذرةًُ
“وما أنا ممن بالمشَيئةِ أثما”
|||
“فلا قصدَ لي، والقصدُ لي تركُ رؤيتي”
لرؤيتهِ من حيث يقضي بكلٌِما
|||
قصدتُ اليه سائراً تحتَ حكمِه
“بقصدي، وليس التركُ عندي محرما “
|||
“وإن كان قدري حط من دون قصده”
فما أكرم التبجيلَ منه وأعظَما
|||
قصدتُ اليهِ دون قصدٍ أريدُه
“فقصدي بهذا القصدٍ لي شرفُُ نما”
|||
“وإن لم تكن الا أمانيٌ قصدِه “
فحالُ التٌَمنٌَي كانَ مذ كانَ مغنما
|||
وحسبُكَ منها لحظةً في مزارِها
“فلا عشتُ من تلك الأمانيٌّ معدِما”
|||
“وإن لم يكن الا محبٌَة قصدِه”
فحسبيهِ من فخرِ أجلٌَ ومُستَمى
|||
قصدتُ اليه و افتقاري يَمورُ بي
“فعدت ولِي من ذلكَ القصدِ منتمى”
|||
“وإن لم تكن الا محبة من مضى”
فحسبي به قصداً وفخرا مؤمٌَما
|||
وحسبي بها من نفحةٍ أمجدية
“إلى قصده ذرني بها متقدٌّما”
|||
“وإن لمْ تكن لي في هواهم حقيقة”
فلي عَلَمُُ من علمِهم باتَ مُعلَما
|||
وما الوهمُ إن حققته بتوهٌمٍ
“فدعني أعش في حبهم متوهٌِما”
|||
“وإن لم يكن لي ثم حظ أرومه”
فحسبي اني قد بلغت به السما
|||
فإن أنكرت عينُ الحسودِِ مكانتي
“إليكَ فابلغني المقامَ المعظٌما'”
|||
“وإن لم أكنْ أهلاً لما قد سألتُه”
فما الشانُ شأني لو دعوتُ مهينِما
|||
وإن انتَ أجريتَ السٌّيولَ جميعَها
“فإنك أهلُُ منةً وتكرما “
|||
“وإن لم تكن لي مُبلِغاً ما اردتُه”
فحسبيَ أني حمتُ يوماً على الحمى
|||
وإن لم يكنْ لي ما رضيتُ مِنَ الهوى
“فحسبيَ ما ترضى أرى لي أحزما”
|||
“وحمديكَ لي في كلٌِ حالٍ حمدته”
أراه اجلٌَ الأمرِ شاناً وأعظما
|||
ساسعى به في النٌاس سعيَ موفق
“فلا زلتُ قَوالاٌ به متكلما”
|||
فهذا بفضلِ اللهِ قد صارَ ديدني
وصارِ سَمِيري حيث سرت وحيثُما
|||
وذلكَ زادي في حياتِي جميعِها
“فلا عِشتُ يَوماً حِلتُ عنه مصمٌّما”