هذا الزحام لا أحد

سمير حماد | سوريا
ما الذي يعدنا به هذا القرن بعد أن أتحفنا بكل هذه الحروب وكل هذا الدمار؟ ما الذي سيتحفنا به من فنون وإبداع شعري وروائي؟ أرى فنانين ومعارض كثيرة ولا فن سوى القليل، شعراء بعدد الحصى وشعر قليل أيضا، عالم ممتلئ بالروائيين ولا روايات,إلا ما ندر جديرة بأسمائها وانتمائها..
لا عجب، ففي ثقافة الانترنت يختلط كل شيء بكل شيء، القمح بالزوان والأبيض بالأسود وما من غرابيل صالحة للفرز، هنا تتناسل الأمّية الثقافية, وتتضاعف فوضى الإبداع, وتموت المسافة بين المقلّد والأصيل, والموهوب والموهوم ….
هل بتنا نعاني من بطالة روحية؟ حيث النور يملأ الأرض والسماء، باستثناء عقولنا, وذاكرتنا.. هل بتنا أمام إنسان صغير الآن، إنسان حوّلَ مقولة شكسبير من؛ (نكون أو لانكون ) إلى مقولة أهمّ (نملك أو لانكون)؟
أُشفقُ عليك ايها الانسان، حين أراك تفقد انتماءك الإنساني, وآدميتك وتتحول إلى خنفساء كافكاوية، أو إلى إنسان صرصار، تكتفي بتلقي رسائل من تحت الأرض، كما صورك دوستويفسكي في روايته (الإنسان الصرصار) ..
اشفق عليك حين أراك وقد تحولت إلى كائن نوستالوجي تحنُّ إلى العصر الغارب وتبكي عليه.. كأني بك تندب وتقول: أفتح عيني على الكثير, لكني لا أرى أحدا….ثم تردد مع الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي: “الناس في المدائن الكبرى عدد/مات ولد/ عاش ولد/ هذا الزحام .. لا أحد/”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى