عصافير الجنة الذين اغتالتهم يد الغدر !

د. أحمد الطباخ
والله إنه لألم شديد وفجع عظيم وغصة في حلوق الأنقياء من عباد الله ليس لها كاشفة من تأنيب الضمير والحزن الأليم على تلك الإنسانية التي ضاعت ضمائرها وذهب أريجها وضلت طريقها ونحن في هذا العهد الذي ليس له مثيل وشهود على تلك المٱسي والفجائع التي لم تحدث إلا في عهد الطغيان والإفساد عند الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد عندما قتلوا الأطفال كما فعل أحفاد القردة والخنازير وعبدة الطاغوت وشر شرار الخلق الذين لا عهد لهم ولا ميثاق ومن ورائهم هؤلاء الذين أمدوهم بالمال والسلاح ليذبحوا كل هذا العدد من عصافير الجنة البراء الذين ما اقترفوا شيئا أصحاب القلوب النقية والنفوس الصافية والفطر السوية الذين استشهدوا وتم ذبحهم كما تذبح العصافير التي تغرد على أفنان وأغصان الأشجار المورقة فما الذي فعلوه حتى يذهب هذا العدد الكبير في أيام معدودة .
يا عداد الراحلين من الأطفال ما أسرعك !! ، ثمانية عشر ( 18) الف طفلا حلقوا كالعصافير وطارت رقابهم وحلقت أرواحهم وسبحت في حواصل الطيور أمام عالم ظالم منافق يشاهد ويرى بأم عينيه تلك المشاهد الدامية ولو كانوا تلك العصافير من جنس ٱخر ودين غير ديننا لقامت الدنيا ولم تقعد وجيشت الجيوش ولكن ما أرخصه من دم وما أضيعها من عصافير على موائد لئام القوم وشواذه الذين لم يصلوا أن يكون نساء أو أشباه رجال إذ ارتقت أرواحهم وبطونهم خاوية وأفواههم فارغة وألسنتهم متيبسة من قلة الزاد والزواد بل عدم وجوده أصلا لتلك العقوبة الوحشية من هؤلاء اللئام بتشديد الحصار عليهم منذ شهور فلا طعام يطعمهم ولا ثياب تواريهم ولا بيت يسترهم ولا أمن يطمئنهم وإنما سماء فوقهم أمطرتهم بالقنابل والطائرات الزنانة التي عكرت عليهم الأجواء واقلقت منامهم وخطفت أحلامهم وحصدت برءاتهم واغتالت طفولتهم فأي عالم وحشي هذا بل حيواني لم يحرك ساكنا ولم يأخذ على يد هؤلاء الشواذ الذين يتلذذون بمص دماء طفولة وأمومة فهل بعد ذلك سينعم أحد بعيش رغيد وظل وارف ونعيم مقيم أم عدالة السماء ستقتص من هؤلاء الصامتين الذين صمتوا ولم يحركوا ساكنا
فيا جنان الرحمن إفتحي الابواب فأطفالنا زوّارك والله هو المنتقم الجبار فلن يفلح قوم ضاع الضعيف بين جنسه فأنت أيها الإنسان المغرور الذي غرته قوته وسلاحه وماله فظن أنه امتلك رقاب الضعفاء لن تفلت من عقاب السماء فكم من دعوة لضعيف ومظلوم اخترقت الأجوار وعلت الغمام وقالت حسبي الله ونعم الوكيل فضجرت لها السماء ففتحت لها الأبواب فلا يغرنكم حلم الله فليس بينها وبين الله حجاب لا سيما أنها دعوة أطفال رضع وشيوخ ركع ونساء لا حول لهن ولا قوة بعد أن فقدن الزوج والابن والأخ والقريب فليس لها من دون الله كاشفة على هذا العالم فويل لهذا العالم من ذنب عصافير الجنة البراء وإن غدا لناظره قريب !!