حارسة القمر

الشاعرة والناقدة ثناء حاج صالح| ألمانيا

الزَّهرُ أغرى القاطفين بقَطْفِه ِ
فانقادَ ويلي من شــذاه لحتـْفِهِ

والطَّيرُ عيني حين لَطّفَ لحنَه
أمسى أسيراً في الحديدِ للُطفه

ما كان ضرَّ الزهرَ لو بلَعَ الشذا
وكفى لئيماً من وساوسِ أنفه

ويكون خيراً لو يغرِّدُ صامتاً
طيرٌ طليقٌ أو بداخل كهْفه

قد جاز ظِلّي إذ عدوتُ مسابقٌ
لولا التغاضي ما يجوزُ لنِصفه

ذعر الطَّلا لما تبدَّل رسمُه
من عَبْس وجهٍ لاستحالة وصفه

ما كلُّ من زعم التَّرنُمَ بلبلٌ
أو كلُّ من مَهَنَ العِطارةَ تَكْفِه

آتٍ يروغُ الصَيْدُ في أحداقه
ما ظنَّ يَبلى حين داس بخُفه

ضَمِنَ التجني حين أخفى زَيغَه
والعينُ أبدتْ ما يفيدُ بِكَشَفه

لا تشربنَّ على الظما مُراً ولو
من كفِّ حُلْوِ يُستَضاءُ بكَفِّه

ما يستزِلُّ المَكرُماتِ إلى الأذى
إلا المزلزَلُ في أسافل قحْفه

لبسَ العمامةَ في المنابرِ واعظاً
وعدا على القمر المنير بخسْفه

وَعَكَ ابنَ آدمَ في التملُّك طَبْعُه
والكَيُّ طِبٌّ إن توعَّك يَشْفه

لا ما يَطيبُ لخاطري من حزَّني
جُرحاً يموتُ النازفون بنَزْفه

ما راقَ عيني من غشاها خِلْسةً
في عتم ليلٍ أرضُه في سَقْفه

ويروقُ عيني حرْسُها بدرَ السما
كي لا يهُمَّ الساهرون بخَطْفه

نقَّلتُ روحي في الهوى أسماءَها
فقضت على اسم الذكرياتِ بحَذفه

أولى لقلبي أن يجفَّ من الظما
من أن يتوقَ إلى الصديد ورَشفه

والمكثُ أولى للخبيثِ بِدارِه
من أن يعولَ على الضعيف لضَعفه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى