القُـنْفُـذُ المُخْمَلىّ
د. سعيد شوارب
جامعة القاهرة – مجمع اللغة العربية
إهداءٌ من “الْمُبَطَّطُ الْكَبْدىّ”
شَاخِصًا،والْحِصَانُ وسْـطَ غُبارٍ لفَّهُ فى الضُّحَى، بليْـلٍ عَــتِىَّ
شقه كالقَضَـاءِ، لايعْرِفُ الْخَوْفَ فَـأفْـضَى، كـوَقْـعِ سَـيْـفٍ خَفِـىِّ
عرَفـتْـهُ القِـفَــارُ والـلـيـْل غَــدَّارٌ بـقَـلْـبٍ، إلى”الكويْتِ”هَـوِىِّ
كلمَـــا باعَــدتْــه عنها الليَــالى كلُّ شَــيٍّ بَـــدا لَــهُ غَــيْــرَ شَــيِّ
كيف صار الكويت قبلةَ عِشقٍ تجعلُ”السِّيفَ” فى المكان الْعَلىِّ
كان قد ظَـنَّ أنَّ عشقًــا قديما ليس يدعُـوه من مكانٍ قَـصِـىِّ
إنه جَـاءَهَــا، كمَـا جَاءَ”مُوسَى” جانبَ الطُّورِ، بالْهَـوَى القــُدُسِىِّ
فبَـدَا ، حِكْـمَةَ الأطـبَّـاءِ ، لَـكِــنْ ينبعُ الشعْـرُ، مِنْ عَـصًا سِحْرىِّ
ذِكْــرُهُ، حكمةُ الدُّهُورِ، ولَكـنْ فِكْرُهُ، سَــابِحٌ مَـــعَ العَـصْـرىِّ
مَــدَّ أغْـصَـانَـهُ عَـلَـى كلِّ أُفْـــقٍ مِنْ لُغَاتٍ، وأصلُهُ، فى” قُصَىِّ”
كلما شعَّ كالشمُوسِ تَنَادَى الناسُ يَـــا “لَـلــمــُبَــطَّــطِ الـكَـبْــدِىِّ”
عجَبًـا منهُ، كيف تنفجرُ الدُّنْـيَـا عُـلُـومًا، فى حِـجْــرِهِ البَــدَوِىِّ
كلُّ شيئٍ مـن أمْــرِهِ، كلُّ سِــرٍّ تحتَ زِرٍّ، فى الهَـاتف الخَلَـوِىِّ
سألُـوهُ النَّـجَـاةَ، والبـحْـرُ هَــوْلٌ ذاهـِبٌ فى صِـرَاعِــهِ الـعَــدَمِـىِّ
الشيَـاطِيــنُ حَـوْلـنَــا، كَـذئـــابٍ تزْحَـمُ الأرضَ بيْنَ نَشْرٍ وَطَـىِّ
جَدُّنَا، كان راضيًـا، وبسيطًــا مَـالـكًا فى الْكفَـافِ، قـلبَ غَنىِّ
غائصًا فى ظــلام بحْـرٍ ولكِــنْ مُـطْـمَـئِــنٌّ، بـقَــلْـبِـهِ الـلُّــؤْلِـئىِّ
كيف أولادنَـا غدوْا فقراءَ الرُّوحِ فِـــى بـيْــــتِ والــــدٍ مَــلَـــكىِّ؟
جُهَلاءً، والعِلمُ فى الدَّرْبِ بَحْـرٌ تُعَــسَــاءً والــدَّرْبُ غيرُشـقِـىِّ؟
قال: سرُّ الأسْرَارِ،أنَّ نبىَّ الْحقِّ فيـكـمْ ، قــدْ صَـارَ غيْــرَ نَـبِـىِّ
فالعظيمُ العظِيـمُ منكُمْ، تمَـاهَى وتَـبَـاهَـى بِـوجْـهِــهِ الأجْـنـبِـىِّ
فاشتريتمْ وِصَايَةَ الغيْـرِ، عَـجْزًا يَوْمَ بِعْتُـمْ بالوَكْسِ خيْـرَ وَصِىِّ
دربُـكمْ مُـغْـلَـقٌ بألْـفِ نَـقِـيـضٍ مُـذْ بحثْـتُـمْ عن قُـنْـفُـذٍ مُخْمَلىِّ؟
لوْلَـبِىِّ الأرْزَاقِ، مـثلُ “يَزِيدٍ” أرْيَحِىِّ الأخْلاقِ، مـثْـلُ”عَـلِىِّ”
يَـرْتَــدِى بالنهَـارِ، وَجْهَ بَـتُـولٍ ثُـمَّ يبْـدُو باللَّـيْـلِ، وَجْهَ بَـغِـىِّ
ونَسِيتُـمْ بالجَهْــلِ، أنَّ “بِلالاً” عَظَّمُـوهُ، فى وَجْهِـهِ الحَبَـشِىِّ
فَسَلَكْتُـمْ كالجاهـلـيِّــيــنَ دَرْبًــا مُغْـلـقًا، فانتهَى إلى غَـيـْرِ شَىِّ
قيل:مَنْ تبتغِـيـهِ؟ قالَ:أديبٌ شاعِــرٌ، يـزْدَهِـى بـهِ كلُّ حَـىِّ
جَمَعَ الْحُبَّ كُلَّهُ مِـنْ “زَمَــانٍ أوْ مَكَانٍ” عَـلى الطَّرِيقِ الْـبَهِىِّ
مَنْ رَأَى دَارَهُ عَـطاءً، وحِلْمًـا. قالَ هَـذا، لا “حَاتمٌ”،شَيْخُ”طَىِّ”
بيْـنَ قلْبِى وقَـلبِـهِ “وَاتْسُـآبٍ” فالْقَصِىُّ الْقَصِىُّ، غَيْـرُ قصِىِّ.