سوالف حريم.. قربة ستي

حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة

لقد كانت ستي حلوة -رحمها الله- مدبّرة بكل المقاييس، على عكس بنات جيلنا وجيل بناتنا، فكانت تتدبّر أمرها من خلال المتوفر لها، ولكي تُسعد المرحوم سيدي، ولتحافظ على أبنائها فقد اهتمت كثيرا بقربة الماء التي توارثتها عبر أجيال، وقربة الماء مصنوعة من جلد الماعز بعد ازالة الشعر كليا عنه، ثم تمليحه ودبغه، ليجف ويبقى ليّنا، ثم “يثنونه من الخلف و يخيطونه كي لا ينزّ، وعند طرفي مؤخرة الجلد يطوونه على شكل طابة صغيرة، ويبقى عنق الجلد مفتوحا للاستعمال، وعند إغلاقه هناك خيط قنّب مربوط رأسه بإحدى يدي الجلد، ولا تُعدّ القربة من جلود الغنم البياض، لأنها ليست قوية كجلد الماعز، وقربة ستي كانت من جلد “تيس” لتكون كبيرة وتتسع لأكثر من خمسين لترا، كانت ستي تربط حبلا عند مؤخرة القربة، وطرفه الثاني عند رقبتها، بشكل شبه قوسي، ثم تضع ستي الحبل من منتصفه على رأسها وتمشي بعض الأحيان كيلومترات من البئر الى مضارب البيوت..

وللقربة فوائد لمن لا يعرفونها، فهي تحافظ على نظافة الماء ومنع الغبار من تلويثه، والأهم أنّ الماء يبقى فيها باردا في كل الفصول. وما لا يعلمه هذا الجيل أنّ ستي ومجايلاتها كن يكبسن الزيتون في القِرَبِ، فينضج في أقلّ من ثلاثة أيام، ويكون مذاقه متميزا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى