صباح في قبضة يدي

عمارة إبراهيم | شاعر وناقد مصري

أنا اليوم
لست دخيلا علي وجه الصباح
ولم أعرج نحو انفلات الوقت
في نزهته غير الشرعية
أو أنني في مزاجية متقلبة
لم أستطع الدخول في دواماتها
خوفا من عدم قدرة المواجهة
حتي بوحي
الذي تناثرت غبطته
فوق جدران اللا شيء
قد ألقي مفاتيحه
علي أرض الحروف المتشققة
ولم يمنح لها دعامة صناعية
تستعيد منها الافاقة.

كنت أميل قليلا
إلي اقتباس معجزة
من معجزات الفرح
بعدما اختفي من فوق طاولات الشعر
في معتركه الحياتي
بين الفعل ولغته المنحرفة
نحو الهبوط الشديد
إلي واقع لم يكن في حسبان البشر
وهو الممتد
نحو أركان المقاعد والمسؤوليات
وفنون الترفيه والمشاهدات العفية
لمباريات الألعاب السياسية
وحارات الركض
فوق حصي الأرض الدامية
لإنتاج مبررات الانكسارات والهزائم
فوق خريطة
لا يقوي علي العيش فيها
غير من حطوا رحالهم بين خيام الصحاري
ومن قال فيهم الله
“ولقد خلقنا الإنسان في كبد”.
المعجزات لم يكن لها يقظة
أو حتي دليلا
كي أكونه بين سراديب الوقت المعطل
علي محطات الميديا العاهرة
لننجز من أساريره بوحا
يحد من مستهلكات وجودنا
عند بيارق سلطة القوة والنفوذ
مثلما اعتدنا عليهما
ونحن لانملك لهما المواجهة.

كان وجه الصباح ملثما،يقظا
وكنت ألقنه كلاما
يعيد له بذرة اللغات
التي لم تحفظ لمواويله سر فقدان
بوصلة الهروب
من صخب الصمت
وقوة الهزائم
في وديان العطش
لتستعيد رشاقة الحضور
علي مقاهي زنازين السكوت
وكنت أيضا في محنة أخري
فقد عاودتني آلام عظام الرقبة
وبت في مواجهات غير متكافئة
بسبب تشتت وارهاصات الواقع
الذي يحتاج إلي قدرات فولاذية
تجمع بين مواجهة آلام الجسد
وآلام الوجود.

صباحنا اليوم
يراهن علي بقاء حضوره
علي نمطية الوجود الطارئ
عند محطات النفس
وبين يقظة المعافرة
فأرخي نسائمه في لهفة
غير مخطط لاستقبالها
ولم تكن لحظتها
تحت رايات مواسمهم الرسمية
ولم تكن أيضا ضمن نذور موائد حصادهم
وكأن غيمة ثقيلة
بدت داخلي تمنحني نسمة هواء عفية
لتطاردنا خلسة
وتعيد الخوف الذي تربينا علي وجوده بيننا
فينذرنا بعاصفة منها ثقيلة
تحيلنا إلي مرات الهزائم
في صمتنا الذي لم يسكت
ولم يفارقنا
وقت سلب حدائقنا زهوها
وهي تزدهر بخضرتها علي موائدهم
ولم يتركوا لنا منها
غير بعض صور فوتجراف
لمراسم قطف الثمر
وبعض شعارات
سقوها بماء لا يروي العطش
يتباهون بها وبنا بين الأمم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى