إلى الطيور المهاجرة
رحاب يوسف | أديبة فلسطينية
لقد عرفتك على شُرفة المطعم الخريفيّ
أتذكرين؟
كنت تنقرين الزجاج
وأنا أرتشف قهوتي السخينة
على وقع رياح تنهمر على
عينيّ الواقفتين على حافة الشفق البعيد
مرّي بي مرة أخرى وخذيني معك
إلى مكان أتعرى فيه من الألوان
أتجرد فيه من كل الخيبات
فأذيبها بالملح والكبريت
على وقع تغريدك يأتيني من أعماق الأشجار
في أول النهار وآخره
وتحت الشمس وفي الدجى
تعالي فالحنين إلى كان يا ما كان
والزنابق البيضاء يلسعني ويحاصرني
إلى الجرائد المطوية
إلى الشوارع المغردة
إلى صوت المذياع على الرف
إلى اللمة في المساء والضحكات بالمجان
إلى الإياب إلى البيوت القديمة نستريح فيها من الجراح
إلى المشي تحت المطر الذي أدمنته
إلى كل مًن رحلوا وكنا لهم المقبرة
إلى القلوب الطيبة تستقبل الصباح باحتساء ذكر الله.