الفنانة التشكيلية د. إنجى عبد المنعم في حوار مع عالم الثقافة
أجرت الحوار: سماح ممدوح حسن
“ذات مصر المعاصرة”.. رؤية معبرة عن هوية مصر فى محيطها الثقافى والاجتماعى
إنجى عبد االمنعم: فنانة تشكيلية، حصلت على دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة بعنوان “اتجاه المينيمال وأثره على فنون الطبعة الفنية المعاصرة” 2022، تعمل سكرتير تحرير “مجلة مصر المحروسة” التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة. شاركت في العديد من المعارض الفنية الجماعية والخاصة في مصر وخارجها (2005– 2022)،مثل “صالون الشباب”، و”لوحة لكل بيت”، و”معرض الطلائع 52″، صالون “أبيض وأسود”، وغيرها من المعارض، المركز الثاني في مسابقة الرسم- جامعة القاهرة 2008م، والثاني في مسابقة نهر البحر في مجال (الجرافيك)2011م، معارض شخصية (2008 / 2009 / 2017)، منحة تفرغ عام (2016-2017)، عضو نقابة التشكيليين وأتيليه القاهرة، ولها العديد من المقتنيات العامة منها: وزارة الثقافة، ومتحف الفن الحديث، بالإضافة إلى مقتنيات خاصة داخل مصر وخارجها.
حول المعرض:
أفتتح المعرض العام للفنون التشكيلية أبوابه (مساء الاثنين الخامس من سبتمر) بقصر الفنون بساحة الأوبرا. بعد أن أعلن قطاع الفنون برئاسة الدكتور”خالد سرور” فى يوليو الماضى عن طرح استمارة الاشتراك بالمعرض فى دورته الثالثة والأربعين، 43.
ويمتاز المعرض العام للفنون التشكيلة بأنه من أبرز وأكبر المعارض التشكيلية المصرية التى تتنوع فيها الصور والمدارس التشكيلية التى تعكس صورة الفنان المصرى لواقعه لتترجمه بألوان وأنماط متفردة. وبالتأكيد تعدد الفنانين المشاركين ومن هؤلاء الفنانين الذين وقع الاختيار عليهم للمشاركة بالمعرض هى الفنانة الدكتور”إنجى عبد المنعم” وعن المعرض سألتها:
بداية تهانينا على الاختيار ضمن الفنانين المشاركين بالمعرض، أود سؤالكِ عما يميّز المعرض العام عن معارض أخرى؟
يُعد المعرض العام حدثًا فريدًا يعكس صورة صادقة للواقع التشكيلي المصري، ففناني مصر جميعًا يفتخرون بالمشاركة في المعرض العام، فالمعرض قدّم الكثير من فناني ومبدعي مصر العظام، وافتخر بمشاركتي فيه وسط أساتذتي الذين تتلمذت على أيديهم وأثروا في تكويني الفني والوجداني، والمعرض العام يُعد من أهم المعارض التشكيلية بمصر، برعاية وزارة الثقافة.
ماهى الفكرة أو العنوان الذى يقام باسمه المعرض هذا العام؟
“ذات مصر المعاصرة”… هذا هو العنوان الذي يحمله المعرض العام في دورته الـ 43 المقامة حاليا بقصر الفنون، يُعد الاهتمام بالأعمال والفكر المعاصر، في محيطنا الاجتماعيّ والثقافيّ، أفضل من ذي قبل نسبيًا، حيث إن هذا التفاعل في حالة تغيّر نوعيّ كبير لصالح العمل الفنّي والفنّان، وشخصيا ألمسُ هذا الاهتمام عن قرب. وللحقيقة، فإن تجد مثل هذا النوع من الأعمال الفنية، فهي بمثابة جرعة بصرية بتركيز عالٍ، يعتبر تحديًا كبيرًا للفنان والمشاهد على حد سواء، وأعتقد أنه في داخل المشاهد قدرة ما على التحدي واكتشاف جوانب جديدة عند الفنان، وكذلك العكس صحيح، وهذا التحاور المتبادل بين الفنان والمشاهد يُعد قيمة وبُعد معرفيّ تتجلّى عبر البصر والبصيرة، مما يخلق صورة جميلة، عندما يطرح العمل الفني أو يلامس الأفكار والمشاعر الإنسانية المشتركة بين الجميع؛ فالصور التجريدية المستوحاة من من العلاقات الخطية واللونية هي حديث عن الحياة والحبّ والخلق والأمل والصبر والقوة والصلابة والعِناد والتحدي والثبات والأزلية، وهذه الإشارات كافية لخلق علاقة ذات خصوصية معينة، لأنها أيضا تتحدث عن النقيض أيضا. وعندما نسقط هذا على واقعنا، نجد أننا مازال لدينا الأمل بأن تنتهي الفواجع والمآسي والأحزان، ويبتعد شبح الموت، لننتصر للكرامة الإنسانية المهدرة.
ما أهمية المعرض العام للفنان التشكيلى بمصر؟
الفن التشكيلي عموما يشكل الوجدان وبناء وعي الإنسان، ومن هنا يأتي دور المعرض العام في بناء الإنسان و¬الوعي من خلال ما يقدمه من أعمال متنوعة ومختلفة في كل المجالات سواء: التصوير، الرسم، الجرافيك، النحت، التشكيل في الفراغ وغيرهم، فهو يعد من أكبر وأحدث المحافل الفنية التي تقيمها وزارة الثقافة سنويًا.
بأى لوحات تشاركين وما موضوعها وعناوينها؟
بخصوص أعمالي المشاركة بالمعرض العام تحمل عنوان “أحمر وأسود” وتم اختيار ثلاث أعمال بالأبيض والأسود، فهي تصبّ في أفكار متجانسة إلى حد كبير، وهي تأخذ طابعًا معاصرًا وحداثيّا، وتعبّر عن أفكار مجرّدة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى لا تشير إلى أي شيء، وتعبّر عن نفسها مثلا، وفي لحظات معينة تكون مباشرة وناقدة متعلقة بالثقافة والمجتمع والسياسة، وتشير إلى قوة ما أو حدث هائل أو صدمة، أو حتّى ردة فعل باردة.
ومن الناحية التقنية: طباعة بارزة (أبيض وأسود) منفذة من قالب اللينوليوم، تلك الخامة التي يسهل تناولها وإحداث تأثيرات ملمسية سواء كانت خطية أو تنقيطية أو خطوطًا ذات حركة أفعوانيًة تتحرك على مسطح اللوحة.
كنتِ قد شاركتِ بمعرض أبيض وأسود ببعض اللوحات هذا العام، فما الفرق بين المعرضين من حيث الأهمية للفنان والجمهور أيضا؟
يُعد المعرضين من أهم المعارض القومية في مصر للفنون التشكيلية، فلم يكن هناك فرق سوى في الشروط الخاصة بكل معرض.. “أبيض وأسود” يشترط مساحة محددة وهي 30 x30سم بالأبيض والأسود فقط، أما المعرض العام فالمساحة تصل لـ 3 x3 متر وغير مقيدة في استخدام الألوان.
رغم كل المعارض والاتجاهات الحديثة والمتزايدة فى الفن التشكلى إلا أن هذا الفن لا يزال منقوص الحق، إن جاز التعبير، فى الاهتمام الجماهيرى، فالفن التشكيلى ليس كالسينما مثلا، كافنانة تشكيلية ما السبيل لزيادة الوعى الجماهيرى بالفن التشكيلى؟
هناك حراك في عالم الفن التشكيلي والدولة يجب أن يكون لها دور أكبر بكثير متمثلة في وزارة الثقافة لأن الفن هو الوجهة الحضارية الحقيقية للمجتمع، معارض الفن التشكيلي في مصر والعالم العربي تعاني من قلة حضور جمهور الشارع لأن الفن أصبح نخبوياً في منطقتنا ولكننا نستطيع أن نأسيس جيلاً جديدًا يمكن أن يتذوق الفن ويساهم في إثراءه في المستقبل من خلال الدعاية سواء عن طريق التلفاز أو الإعلانات بالشوارع حتى نصل لأكبر للإنسان العادي.
وقد نشر قطاع الفنون التشكيلية المنظم للمعرض، استمارة الاشتراك الخاصة بالمشاركة على موقع قطاع الفنون التشكيلية وعبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ومن الممكن سحبها من قصر الفنون، الحاضن للحدث الفنى. ويحق للفنانين تقديم الاستمارة وكافة الأوراق المطلوبة عن طريق البريد الإلكتروني، وتبدأ لجنة الفرز والاختيار عملها من 30 يوليو، وتعلن نتيجة الفرز 2 أغسطس، وتقدم الأعمال الفنية لقصر الفنون اعتبار من 3 أغسطس حتى 20 أغسطس.
وتمتد ساعات المعرض من التاسعة صباحا وحتى الثانية ظهرا، ومن الخامسة حتى التاسعة مساءا عدا يوم الجمعة.