ما أجمل أن تكون مبدعًا!
خالد رمضان | كاتب تربوي مصري
الإبداع يأسر القلوب،والأسماع، جمال،ودلال، تأثر وانفعال،فتجد نفسك مشدودا مجذوبا لما تراه، أو تسمعه حتى كأنك مسلوب الإرادة من فرط إعجابك .
ما أجمل أن تكون موسيقيا تعزف بأناملك ألحانا تطرب القلوب،والأسماع،تهز المشاعر والأبدان، وتحيي النفوس البائسة،وتهدي القلوب الحائرة.
ما أروع أن تكون شاعرا مجيدا، يتفجر سحرا، وبيانا،يحرك المشاعر، ويوقظ الضمائر، مادحا، متغزلا، حكيما، راثيا، متأثرا ومؤثرا.
أو أن تكون كاتبا أديبا بليغا فصيحا،تمتع القارئين،توجه، وترشد،وتنير عقول الشاردين المستغلِّين، أو المُسْتغلَّين .
أو صاحب صوت عذب، تسبح بسامعيك في بحور الطرب والأشجان.
أو أن تكون خطيبا مفوّها، ومتحدثا بليغا، تنثر درر الكلمات في جميع المجالس، والحفلات، فتستميل النفوس النافرة، أو القلوب القاسية .
أو أن تكون رياضيا موهوبا،تسعد الملايين،وترسم الفرحة، والبهجة على وجوه المشاهدين المشجعين.
أو فنانا مُلهما،معبرا،مؤثرا، تترجم ما يختلج بصدرك، وما يدور في نفسك، فتُبكي، وتُضحك، وتُرضي، وتُسخط، فقديما قالوا: مَن لا يعجبك لحظه، لا يعجبك لفظه.
ما أسعد أن تكون رساما عبقريا، تجسد ريشتك جمال الطبيعة، وما حولها، فلا تتأفف، ولا تتعفف أن تصف وتوصّف ما تراه العيون، وتحسه القلوب.
أو أن تكون مثّالا تنحت من الصخر الصلب تمثالا يفيض روعة وجمالا .
حقا، كلها إبداعات ووعطاءات منحها الله من عباده من شاء ، ولكن فلتعلم، ولنوقن جميعا أن الإبداع ليس قاصرا على أحد دون أحد، فبداخل كل منا فنان مبدع، أنت مبدع ودون أن تشعر، مبدع في عملك فتؤديه بحب وإخلاص، مبدع في مدرستك، فتحسن الحضور والإنصات،وتكون مثلا لكل التلاميذ والتلميذات، وأنتِ مبدعة في بيتك، فتجمليه، وتنسقيه، وتعلمين، وتربين، أنت مبدع بما أفاء الله به عليك، فقط فتش عن كنوزك الدفينة، فتحسن استخدامها وإرسالها .
إذن ليس الإبداع في الموسيقا، والغناء، والكتابة، والرسم ،والرياضة، وغيرها فقط، إن الإبداع طاقة دفينة داخل كل واحد منا، فلا تقنط، وقم واعمل وستجد نفسك أول قائمة المبدعين.