وراء المرآة

مروان عياش | سورية

هناكْ
هناكْ
هناكَ وراءَ المشاهدِ
والتصورات
وراءَ المرآةِ الحانقةْ
حيثُ يَختبئُ الوجهُ خلفَ الملامح
يَقتضي البعدُ فرصةً أخرى
كي يبصرَ النقيضُ الحقيقةْ
الصورةُ في الوهلةِ الأولى كذبةٌ كبرى
تِخيالٌ
محاولةٌ للتقربِ من الوهم
فانعكاسُ الذاتِ قسوةٌ
تُملي بعضَ الضحكْ
كلما ظَهرتْ التفاصيلُ الدقيقة
بَدتْ عابسةً حدَ التشوه
متناهيةً في ذاكَ الشكلِ السفيه
حدَ السخرية
كأن التفاصيلَ فيما بينها عداءٌ
ولماذا إذ بدأناها….
والعدمُ إحتمالٌ بأسٌ
بأسٌ بعدَ كلِ هذا البكاء
وهذه النهرية
هذه الفيوضُ… حياةٌ
بدأناها في النهاية
دموعٌ مغتربةُ التكين
تَعكسُ وجوديةً ما
غامضةُ الملامح
مجردةٌ
كماءٍ ما
شافةً من وراءها روحاً متهيئةً
باكيةً من خشيةِ ما
الدموعُ تجعلُ من كلٍ شيءٍ حياةْ
فموتُ النجومِ ضوءٌ
وحزنُ الورودُ عطرٌ
والروحُ تَبكي شوقاً
ونحيبُ الأرضُ بشرٌ
ودموعُ الإنسانِ ولادةٌ… هناك
هناك ثمةَ ما وارءَ المرآة
هناك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى