مزرعة الحيوانات.. جدلية الخيال والواقع
سمير حماد – سوريا
من يقرأ رواية (مزرعة الحيوانات لجورج أورويل) يشعر انه امام النظام العالمي الجديد, وإن اختلفت الإسقاطات، ونحن بعض كائنات هذه المزرعة المزدحمة بالمفترسات، لكننا الكائنات الأضعف، أعني الحملان والخراف, الذين يمثلون وجبات الضواري التي, يتنازعون عليها .
في هذه المزرعة لا تسمع سوى أصوات الزئير والعواء والنهيق والقهقهة والفحيح والزمجرة وغيرها من أصوات الكواسر والدواجن، والزواحف والطيور، والمواشي. ويبدو أن حيوانات مزرعة أورويل بدأت تخرج إلى الساحة السياسية, أحد المذيعين يقول: الثعلب الفرنسي يساوم الدب الروسي على سوريا مقابل أوكرانيا..رجعنا للغابة إذن الثعلب يساوم الدب على أشياء لا يملكها أيٌّ منهما.
الذئب البريطاني قرر دخول مضمار اللعبة؛ لكن الدب الروسي له شروطه.سمع الاميركيون, حوار التقاسم بين هؤلاء, رفع الحمار الديمقراطي أذنيه الطويلتين, ونهق, مطالبا بحصته, لكن الفيل الجمهوري نحّاه جانبا, متهما اياه بالتقصير. حتماً سيحطم احدهما الطاولة قبل أن تنفضّ القسمة ..ويخرج كلاهما من المولد بلا حمّص.
لن يسكت الضبع الألماني سيما وانه قد أدخل آلاف اللاجئين السوريين في وكره، وهو مرتبك وخائف, وحائر.
هذه الأصوات على وقع خربشة المخالب, واصطكاك الأنياب, على خشب التقسيم تجري ليل نهار في المزرعة بين الضواري، بينما (الخروف العربي) ما زال يجتر صمته ولا يرى أبعد من فتحتي أنفه. نحن في غابة تماماً، إن غفلنا نحن عنهم، فهم لم, ولن يغفلوا عنا.
الثعلب فرنسي، والدب روسي، الذئب بريطاني، والنمر أوروبي، والفيل أمريكي. كلّهم عيونهم على الخروف العربي. أما الخنزير الصهيوني فهو ينتظر دائماً ساعة الصفر ليلعق الدم المراق ويرقص بحوافره مرحباً بالموت العربي.