أَقُولُ الشِّعْرَ مِنْ وَحْيِ الْحَياةِ

شعر: عبد الصمد الصغير| المغرب
أَنـا جَـمْـعُ الـرُّؤى فـي الْمُـفْـرَداتِ
أَقُـولُ الِّشِّـعْـرَ مِـنْ وَحْـيِ الْحَيـاةِ
إذا مـا بـي، كَـما الْمـاضي، عَـزيـزٌ
رَأَيْـتُ الْمُـشْـتَـهـى فـي كُــلِّ آتِ
وَإِنْ ظَـــنٌّ رَأى الْآتــي مُـقــيـمـاً
فَلَـنْ يَـبْقى لَـنا ۔۔۔ غَـيْـرُ الْمَـمـاتِ
عَـلى أَشْكـالِـها وَقَـعَـتْ حُـرُوفي
كَـثيراتِ الْمَـواجِـعِ ۔۔۔ مُـتْـعَبـاتِ
عُيوني ۔۔۔ ما لَها انْحَسَرَتْ بِقَـلْبي
وَقَـدْ ذَرَفَـتْ دُمُـوعي الْحـارِقاتِ
وَأنْتِ وَإِنْ رَماكِ الْحُبُّ في غَيْري
هُروبُـكِ .. غَيْرُ مُجْـدٍ مِنْ حَياتي
بِـلا أَسْـمائِـها نَطَـقَـتْ حُـروفِي
كَـثـيراتِ الْمَـواجِعِ .۔۔. مُتْـعَباتِ
وَقَفْتُ بِحالِـكِ الْحـالي َوَحـالِي
أُنـاجي في الرَّغـائِبِ عابِـراتِ
دُمُـوعِي كُـلُّـها ثَـقُـلَتْ بِجَفْـنِي
وَما سَكَـبَتْ دُمُـوعي الْحارِقاتِ
وَقَلْبي عِنْدَ مَنْ هَـرَبَتْ بِسَهْـمي
وَنَبْضي مِنْ قَـصائِدَ خالِـداتِ
هَرَبْتِ بِضَوْءِ عُمْـري في ظَـلامٍ
بِـنْـورٍ يَـهْـتَـدٍينا فـي السَّمواتِ
لَقَـدْ أَوْدَعْـتِ في قَـلْبي مَـعـانٍ
بِـأحْــلامِ الـشَّـــوارِعِ عـامِـراتِ
وَقَدْ أَلْقَيْتِ في نَبْضي عُهـوداً
غَـليظـاتِ الْمَواثِـقِ ۔.. مُلْـزِماتِ
عُيوني مِنْكِ ما شَبِعَتْ وَحُـلْمي
بِأَرْضِ هَواكِ يَبْني الْمُـعْجِزاتِ
وَلَـسْـتُ أَرى لِغَـيْرٍ حينَ أَشْكُـو
وَلَسْتُ أَرى سِـوى حالي وَذاتِـي
وَعَيْشُكِ .. ناقِصٌ دُوني مَذاقـاً
هُـرُوبُكِ غَيْرُ مُجْدٍ مِنْ حَـياتي
وَحَسْبُكِ … إِذْ تُحِسِّينَ اللَّـيالي
كَـأحْلامٍ … تَـعيشُ بِلا رِئـاتِ
دُموعُكِ مِنْ قَـذائِفَ مُرْسَلاتٍ
عُيونُكِ .. في أَساوِرَ ذاهِـلاتِ
دَمي .۔. يَسْتَفْتِهِنَّ عَلى وِصـالٍ
وَهُنَّ الْمُشْـتَهى .۔. في كُـلِّ آتِ
وَأَوْصافِي تَظَـلُّ عَلى حُـروفٍ
وَعَيْني ..۔ في جِـنانٍ طَـيِّباتِ
سَتُُشْرِقُ فيكِ أَحْلامِي وُجـوداً
بِوِلْدانٍ .. وَأَجْـمَـلِ عـائٍـلاتِ
وَتُـزْهِــرُ فـيكِ أَلْـوانـي رَبـيعـاً
وَجَنَّـاتٍ .۔. بِـرَبْعِـكِ ظاهِـراتِ
سَـأُظْـهِرُ كُـلَّ ما فـيكِ ارْتِـغـابـاً
مَـفـاتِــنَ لِلْـمَنـاظِـرِ مٌـنْسِـيـاتِ
وَأَعْرِفُ كَيْفَ أَمْضي في سَبيلي
لِأُنْـشِدَ فيكِ شِـعْرَ الْمَـلْحَـماتِ
وَقَفْتُ بِمالِكٍ أَجَلي .. مُطيعاً
وَسَـيْراً بِـالْهَـوى وَالْخـافِـقـاتِ
صَنَعْتُ بِمَغْرِبٍ وَطَني شُرُوقاً
أُصولُهُ ، في السَّماءِ مُعَلَّـقاتِ
وَعُدْتُ لِسارِقٍ شَجَني وَعُـمْري
وَفيهِ وَمِـنْهُ قَدْ هَـرَبَـتْ حَياتِي
أَمُلْـهِمَةَ الْقَصيدِ .. بِلا خَليلٍ
وَمُطْـلِقَةَ الذُّكورِ عَلى الْبَـناتِ
وَواضِعَةَ الشُّعورِ عَلى بُحورٍ
بِأحْمالٍ وَصِدْقٍ في الصِّفاتِ
سَيَـسْلُـكُ حُلْمُنا وَقْـتاً عَصـيباً
وَيَهْرَقُ بَحْرُنا في الْمَظْلَماتِ
وَيَهْبِطُ دَمْعُنا سَطْراً حَزيناً
بَبُـثُّهُ مَنْ رَمَى بِالْمُـحْصَنـاتِ
أَراكِ أَمـيـرةً لِبَـنـاتِ فِـكْـري
وَ هُنَّ يَصِرْنَ بي كَالسّابِحاتِ
فَحُـبُّكِ مُسْتَـباحٌ فـيهِ عُـمْري
وَ نَبْضُكِ ساحَ كَالْماءِ الْفُراتِ
تَقَدَّمْ يا فُؤادي … كُنْ أَمامِي
وَكُنْ لي مُخْلِصاً كُنْ لي صِفاتِي
وَدَعْـني ناظِـراً حَـوْلي، وَذَرْني
أَقُـولُ الشِّـعْرَ مِنْ وَحْيِ الْحَياةِ