لا أرغب أن أترك مملكتي أرملة

سمير حماد | سورية

هل سيأتي زمن يُقلع فيه الكثيرون, عن إدمان عادة التلذّذ بمديح الأخطاء, نفاقاً وانتهازاً؟ وهي عادة قبيحة, بل أسوأ العادات التي ابتُلي بها البشر, ولم يمارسها كائن آخر، ربما كانت العادة الأقبح التي ندفع من خلالها, أثماناً باهظة للذئاب والتماسيح معاً, من بني جلدتنا, (رغم أن الجرذان والصرارير), في كل الحالات وحدهم من ينجون من عاقبة الأمور.
ولا يغيب عن ذاكرتي تلك الحكاية التي يقرّر فيها أحد عتاة الملوك, معاقبة كل من لايمتدح أخطاءه بالموت, وحين وصل إليه, أن رجلاً واحداً أصرّ على عدم الامتثال لهذا الأمر, أحضره وسط عدد كبير من الناس, ليكون عقابه, عبرة لمن يعتبر, ولكل من تسوّل له نفسه, بعدم الانصياع لقراره, أو عصيانه، وفي اللحظة التي همّ فيها الجلاّد بقطع رأس هذا الرجل المشاكس, صاح الملك بأعلى صوته طالباً وقف التنفيذ قائلا: توقف أيها الجلاّد, إنني لا أرغب أن أترك مملكتي أرملة, بفقدانها هذا الرجل الوحيد.
فكم من البلدان وليس النساء فقط, ترمّلت لفقدانها هذا النمط من البشر, في هذا العالم الأعمى.. وكم من الحكام لديهم قدرة الاستيقاظ, حين يتعلّق الأمر ببلدانهم.. والناس كما الحكام ليسوا سواسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى