الفشل الأمريكي والبحث عن شماعة

إبراهيم الأشموري | اليمن

داب الرئيس الأمريكي في مؤتمراته الصحفية التي يعقدها كل ليلة منذ تفشي وباء كورونا في بلاده على كيل الاتهامات جزافا إلى الآخرين في محاولات مفضوحة لإلقاء الفشل الذريع الذي حققته إدارته في مواجهة الوباء وتداعياته على هذه الدولة أوتلك المنظمة

ولايكاد يخلو مؤتمر صحفي لمؤتمرات ترمب اليومية من اتهام الصين وتحميلها المسئولية الكاملة عن انتشار الوباء وتارة يوجه سهام غضبه على منظمة الصحة العالمية ويعتبرها المسئول الأول عن إخفاقه في مواجهة الفيروس وتصاعد حدة انتشاره وفيما يمضي الرئيس في مسلسل البحث عن أعذار وشماعات دون تقديم أية حلول عملية يواصل الفيروس انتشاره المرعب في الولايات المتحدة والتي باتت تتصدر قائمة البلدان الأكثر تضررا على مستوى العالم خلال أسابيع فقط بإصابات تناهز المليون ووفيات تقترب من حاجز الخمسين ألف امريكي وماتزال معدلات  الإصابات والوفيات هناك في تصاعد واتساع كبيرين على مدار الساعة 

فشل الإدارة الامريكية وافتقارها إلى الحلول والتعاطي الموضوعي مع المشكلة الوبائية لم تمنع رئيسها من تكرار التاكيد بأن عدد الإصابات المسجلة في بلاده تظل أقل من ماهي عليه في بلدان أخرى دابت على التكتم والتستر على الأرقام الحقيقية حسب زعمه في إشارة إلى الصين مع إن طبيعة الأحداث المرتبطة بالوباء منذ اللحظات الأولى لظهوره في الصين وفي ووهان تحديدا أثبت للعالم أجمع بأن الصين تعاطت مع الأمر بكل شفافية وسطرت تجربة إنسانية عظيمة في التصدي للوباء ونجحت إلى حد كبير في السيطرة على الفيروس حتى في معقل ظهوره

الصين التي تواجه اتهامات ترمب غير المنطقية بمسئولية عالية وأكدت مرارا بأن الاتحاد وتضافر جهود العالم هي الحل الأنجع للتصدي للجائحة الوبائية وليس تبادل الاتهامات ومحاولات البعض القاء اللوم على البعض الآخر لتسجل بكين بهذا التعاطي الرفيع موقفا عظيما قوبل باحترام وإكبار كل العالم

وهاهي بكين تقابل قرار ترمب بالغاء الحصة المالية المخصصة من بلاده  لدعم منظمة الصحة العالمية بتقديم منحة بـ30مليون دولارا لمساندة المنظمة الأممية في هذا الظرف العصيب ودعم  جهودها للتصدي لخطر الوباء في مختلف أنحاء العالم

جمهورية الصين الشعبية لم تلتفت ولم تعط اهتماما كبيرا لتقارير محايدة تحدثت عن تورط المخابرات الأمريكية في صناعة الفيروس وتصديره إلى الصين في بداية الأمر بل وأكدت على لسان مسئولين ومختصين بأن إمكانيات هذا الفيروس يفوق قدرات البشر وإنه من العبث وغير المنطقي  في هذه اللحظات العصيبة التي تواجه البشرية أن يسود الخلاف ونظريات المؤامرة وإنما ينبغي أن تتكاتف جهود جميع الدول في مواجهة هذا الخطر المحدق بالبشرية جميعا

فهل تدع الإدارة الأمريكية هذه التكتيكات المكشوفة في تبرير فشلها جانبا وتستفيد من التجربة الصينية في مكافحة الوباء وهو النجاح الذي أصبح  ظاهرا أمام العالم أم إن للرئيس ترمب  وإدارة خليته للازمة رأي آخر؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى