سري للغاية.. من دفتر السيدة نون
د. منى قابل | مصر
الثانية ظهرا
تبدو كما الثانية صباحا
أظن أن الثانية على علاقة وطيدة بالظلمة
هكذا بدأت السيدة “نون ” بكاءها،
ثم نزفت حكايتها
هذه زيارتي الأولى لطبيبة نفسية
أقسم لك يا سيدتي لم أدبر للأمر
ولأول مرة أعترف
جُننت به رغما عني، أذاب جليد وحدتي
بعد أن غادرني رجلي الأول ليبحث عن تربة خصبة لبذوره
بدون أن أدري صار ملاذي الآمن
التقطت أنفاسها المتلاحقة، جففت دموعها
ثم قالت:
أنفقت جُل محاولاتي الأولى أحارب كي لا أكون الثانية
لست تلك التي يدعونها”خطافة رجال”
لم أعد أحتمل
شعارات “الفيمينست”
أحاديث النساء وسياط ألسنتهن
قذائف أعين جيراني
هي فقط مشيئة القدر أن يكون ترتيبي
في أوراقه الرسمية”الثانية”
كل ما أطلبه الرحمة يا سيدتي
ف تلك المرة الأولى التي أصير فيها الثانية
وأعصابي هي الخاسر الوحيد
توقفت ” ن” عن الكلام ثم نظرت إلى “الشازلونج”
وبصوت خفيض قالت:
هذا السرير بحجم جرحي تماما
فلنجرب العلاج معا
أنت تصرخين
وأنا أمزق شرياني.