الشيطان!

عبد الهادي شلا | كندا

الشيطان من الإنسان يجري مجرى الدم..فهل لكل انسان خلقه الله شيطان خاص به؟!

وهل شيطان الرجل يختلف عن شيطان المرأة؟!
أسئلة تدور في الرأس،لكن الاجابة عليها تكاد تكون مستحيلة لأن هناك اسرارلا يصل اليها خيال الإنسان الذي خُلق ضعيفا،وكما جاء في القرآن”وأما أوتيتم من العلم إلا قليلا”.
لكن هذا لا يمنع ان يتفكر الإنسان فيما حوله ليجيب على بعض ما يشغل خياله وتفكيره.
يرى البعض أن لا ضرورة لذلك،لأن الكون برمتِه مُيسرٌ لأمر قد قُدِر.
“ويتفكرون في خلق السموات والأرض”…إذا التفكر مشروع لمعرفة أسرار الكون،و سؤالنا حول الشيطان لا يخرج عن هذه الشرعية.
نفترض ان للرجل شيطان مختلف عن شيطان المرأة…و سننفترض أيضا أن مواصفات و طبيعة عمل كل واحد ليست بالضرورة أن تكون هي نفسها عند الآخر..!
فهل شيطان الرجل يشبهه في بعض ما فيه من الطبع والغريزة والأفكار الشريرة ؟
وهل صورته مقاربة لصورة رفيقه او خِلقة من يُوَسوس له؟
الأسئلة لن تنتهي لأن كل انسان له مواصفات وطبائع لا تلتقي بتمامها مع إنسان أخر وإن التقى بعضها.!
ولعلنا ونحن نفترض و نتصور أن نقول بأن نفس هذا ينطبق على شيطان المرأة،وإن كان الرجال والنساء متفقون من باب التندر والسخرية على أن حيل ومكر وأسلوب المرأة أشد وأكثر جبروتًا إن تَملـَكها شيطانها بل ربما تَغلـَّبت عليه !!
وما دمنا نبحر في عالم الخيال الذي يأخذنا إلى عالم ميتافيزيقي واسع لا يمكن الإحاطة بكل عوالمه الكثيرة والمتشعبة والمتفردة في صورتها ونتائجها،لإننا سنغرق بكامل إرادتنا ونسأل سؤالا أخر.
هل شيطان الرجل ذكرا ؟
وهل شيطان المرأة أو شيطانتها أنثى؟

المنطق يقول هذا،ولكن ما دمنا في عالم غير واقعي فإن المنطق يمكن أن يكون له رأي مختلف فيكون شيطان الرجل أنثى ويكون شيطان المرأة ذكرا..!!
لماذا ؟
المنطق يقول أن الشيطان الأنثى أكثر تأثيرا على الرجل حين يوسوس له بفكرة شيطانية مخالفة للفطرة والطبيعة فيطيعها الرجل بنشوة تتملكه بغرور ،بل وقد لا يخطر في باله بأن شيطانا أنثى هو من يُزين له الصورة ونتائجها التي قد تكون رغبة جامحة لا يمكنه السيطرة عليها وتكون النتائج كما قرر لها شيطانه لأنه مُغَيَّب وتحت سطوة وسواس خناس و في حالة ضعف مستحيل وصفها إلا بعد أن تتجلى له نتائج ما فعل فيرجع إلى صوابه من بعض إيمان علق في جدار قلبه ويبدأ في الاستغفار ومراجعة النفس الأمَّارة بالسوء ويتكدر مزاجه وقد يصل به الأمر إلى الانطواء إن تغلب ضميره وعقله الواعي على هذه الحالة التي مر بها.
وهذا الأمر ينطق في تعامل شيطان المرأة معها فلا يدخر جهدا دون بأن يوقعها في حباله ويضغط بأفكار يرسمها بإتقان بينما هي ومن باب الغرور وعدم الاستسلام للموقف ترضخ طواعية لتنفيذ وسوسة شيطانها وعندما تتحرر من ضغطه تتغشاها عاطفة خفيفة تمر دون أن تتنازل عن كبريائها ،بل وقد تنتشي فرحا بانتصارها وهي لا تدرك في ذات اللحظة أنها كانت تنفذ وسوسة شيطان والنتيجة غير محسومة لأن شيطانها سيجد ملاذا يركن فيه مطمئنا كلما رأى فرصة للضغط تحينها .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى