خط أحمر

قصة: محمد السماعنة | الأردن

على الخط الأحمر يجلس شاب عاطل من العمل وبين الفينة والفينة يعصر أصابعه ويعض شفته، وبالقرب منه تجلس صبية تخنقها الوحدة، وأب يقلّب بين أصابعه وأفكاره دينارا وعشرة قروش، وكاتب يشهق بالملل وبين فترة وأخرى يسحب قصيدة من جيب قميصه وينظر إليها،ثم يرجعها بحب إلى مكانها، وفوق الخط الأحمر عصفورة فقدت صغارها، وأفعى بسبعة رؤوس تبحث عن حكاية تدخل فيها، وثمة شبح في غرفة صغيرة تطل على الخط الأحمر يتفحص الوجوه، ويسجل عدد علامات الاستفهام التي تقف معهم على الخط الأحمر، ويتابع بحذر حركة أقدامهم .
الشبح بصوت مليء بالنظرات والشهقات حاد مستقيم يشق الهواء إلى نصفين: سيدي، الأقدام كلها ساكنة جامدة لم تتجاوز الخط الأحمر.
وفي غرفة مغلقة يتحلق مجموعة من مكتنزي الوجنات، يتلقفون الأخبار يقف واحد منهم بثبات ويرد: استمر بالمراقبة، احصِ أنفاسهم، فتش بين حروفهم عن حروف غريبة،عن أنفاس ارتفعت درجة حرارتها،عن نبض تسارع!
الشبح بجدية: حاضر سيدي! ويعود إلى امتشاق الفضاء المطل على ساحة الخط الأحمر.
الرجال المكتنزوالوجنات يتحلقون من جديد حول رجل بلباس رسمي تنحنح طويلا ثم قال: التقارير الواردة من ساحة الخط الأحمر تشير إلى ازدياد الواقفين والجالسين والمنتظرين عند الخط الأحمر،أقترح أن نبني لهم حمامات،ونفتح لهم دكانا،ومحلا لبيع السجائر وما يلزم الوقوف عند الخط الأحمر
رئيس الجلسة:فلنصوت على اقتراح زميلنا!
يرفع الجالسون حول الطاولة،والمتحلقون حول الرجل ذي اللباس الرسمي أيديهم موافقين ومؤيدين
ثم يقف آخر ويقول بنعومة: أقترح أن نزرع لهم بعض الأشجار،ونبني مظلات للانتظار…
الأيدي ترتفع: موافقون
الشبح بقلق: سيدي،أرى مجموعات من الرجال والنساء ينظفون جانبي الخط الأحمر بحب وانتماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى