رباعية الروح

ناهض فليح حسن الخياط| العراق
1 . مساءٌ آخر :
إنه المساء
زجاجُه يحُلُّ في النوافذِ
و أنتَ في قلبكَ تـُمسكان بالقصيدة ِ
كأنما الغريقُ فيك ماسكٌ يديه
والصمتُ في الزجاج
قصيدة ٌمدوّرة ْ
تدورُ في هوائك المُحْتـَجَز ِالثقيلْ
تدورُ في دمك
تدور …
والكتابُ قد ضمَّ جَناحَيه على يديكَ
والقصيدة ُ
علـّقتِ المفتاحَ فوق صدرِها وغادرتـْكْ
السماءُ في ( النيون )
والنخيلُ في الذاكرة
حدّقـْتَ في صورتك القديمة َالمعلقة ْ
أرَدتَ أن تـُقلـِّد ابتسامتكْ
فشلتَ
و انكفأتَ في مِنفـَضة السكائر ِ
بآخر ِالقصائد ِالمنطفئة !
2 . خـُواء :
أجاب نفسه : نعم ! .. نـَضبْت
و أنهضَ الخواء من مكانهِ
محدِّقا ًبالورق ِالمدعوك
كانت روحهُ قمامة ًمبعثرة ْ
والحِنيّة السوداء في وجومها
تُخر جنازة ٌمشيّعة ْ
تفاهة ًصفراءَ كان الخشبُ الصقيل
ووجهه المُمتقِعُ
مُطارَدٌ يُقِر باعترافهِ
والقلمُ المطروحُ كالقتيلْ
كان على الظلال أن تخرجَ من قميصهِ
وتلحقَ الظلالْ
الأصيلُ في الشِباك
والفضّة ُفي القواربِ
لحضرةِ النهر أبي …
وقـَّعَ بابتسامتهْ
وطارَ عصفورٌ إلى النخيل …
3 . خارج الجسد :
سافرَ قبل لحظتين
رايتـُه ينأى بعيدا في فضاءِ الورقة ْ
فهل تـَحُول دونـَه متاهة ُالخرائط ِ
وقد مضى الرنين من ُأجراسِه المنطلقة ْ
وذا جوازُهُ
يُمهَرُ في أولى المحطاتِ
بقـُبلة محترقة ْ
الليلُ ظلّ خلفهُ
قطـَّعهُ …
مُقتبسا منه سوادَ الحَدقة ْ…
وما يُعتـِّم الظلال َفي إغفاءة الستائر ِالمُنسدلةْ ْ
يريدُ أن ينام ْ
ويسحبَ السماءَ فوقهُ
لكنه رأى يديه تسحبان الورقة ْ
4 . تساؤل :
السهلُ ليس وحدهُ
ولا السماء
إليك يُبسطان
ولا لياليك التي علـّبْتـَها
والكتبُ التي منحْتها إجازة ًمطوّلة ْ
ولا القصائدُ التي أسكنتها بيتكَ
والقصائدُ المنتظـَرة
رحلتَ…
أم صمتّ َ كالمرايا ؟
فلم يَلـُحْ وجهك حتى في هوامش الجرائدِ
فاجلس معي … !
ولنحتس ِالخمرة من جمجمة القصائدِ




