فلسطين أنت المنى والوجود
د. وجيهة السطل | شاعرة وناقدة
وُعِدْنا كثيرًا،فبئسَ الوُعودْ
وكم بالوُعودِ، تضيقُ الحدودْ
|||
مللْنا التشدُّق بالتضحياتِ
جرَعْنا مِرارًا سخيفَ الرُّدود
|||
ومهما اغتربْنا سنرجعُ يومًا
لتزهرَ أرضٌ، ويخضرَّ عودْ
|||
وعن حقٍّنا كاملًا لن نحيدَ
فنحن الأباةُ، ورمزُ الصمود
|||
فلسطينُ داري، وفيها جذوري
دماءُ الضحايا -وربّي- شهود
|||
فلسطين.ُ أرضي، ومنبعُ فخري
وبالدَّمِّ والرُّوحِ عنها أذُودْ
|||
فلسطينُ أنتِ الحضارةُ فخرًا
فلسطين أنتِ المنى والوجود
|||
وَعَدتَّ إلهي.. وما مِنْ مُعينٍ
سواكَ.. بأن الحقوقَ تعود
|||
وعدتَّ، ووعدُك حقٌّ وصدقٌ
وبالغوثِ ندعو، نطيلُ السجود
|||
وصوتٌ أتى مِنْ بعيدٍ ينادي
أنا القدسُ یا مَن نسیتَ العهود
|||
أنادي لتثأرَ من غاصبينَ
وتمنعَ ظلمَ العِدا أن يسود
|||
أنا في انتظارِكَ هيَّا، تحَرّكْ
کفاكَ جمودًا، سئمتُ الجُمُود
|||
فلا أخذُ حقٍّ بشجبٍ و نَدْبٍ
ولا النصرُ یُرجی بلطمِ الخدود
|||
وهیّا تمرَّد، و لا تتردَّدْ
تحرَّكْ وردِّدْ: لصبري حدود
|||
فعزمِي حديدٌ، وبأسي شديدٌ
وشعبي ولودٌ، وصوتي رُعود
|||
فلسطينُ شعبُك حرٌّ أبيٌّ
وطفلُك رمزٌ لمعنى الصمود
|||
لأجلِكِ صاحَ نفيرُ النضالِ
وشعبُكِ باتَ يعافُ الهُجود
|||
تعلّمتُ أنّ النضالَ صلاةٌ
بها نستحقُّ جِنانَ الخلودْ
|||
و أنّ حقوقيَ لا، لن تضيعَ
ودونَ حقوقي دمائي تجود
|||
حملْنا مفاتيحَ دورٍ هناك
تمثِّلُ حلمًا لنا كي نعود
|||
إليكِ سنرجعُ يا قدسُ حتمًا
لنطفئَ شوقًا سرى في الوريد
|||
وهذي حروفُك مسكُ الختامِ
وتنسفُ بالحبِّ كلَّ السدود
|||
ففاؤك فرحةُ قلبٍ جسورٍ
تخطُّ به النصرَ أمُّ الشهيد
|||
ولامُكِ لهفةُ شعبٍ يُعاني
حنينًا وشوقًا، لبيتِ الجدود
|||
وسينُك سهمٌ يصيبُ فؤادي
إذا ما رأيتُ الثرى من بعيد
|||
وطاؤك طيفٌ يجولُ بقلبي
يغنّي حضارةَ مجدٍ تليدْ
|||
وياؤك يومُ وفاءٍ علينا
جميعًا،سنرفعُ عنكِ القيود
|||
ونونُكِ نبضُ فؤادٍ تسامى
ليرسُمَ معنى الوفا من جديد