ثقافة الهبل (5)

جميل السلحوت | القدس الشرقية – فلسطين

الطائفية الدّينيّة ” مسلم مسيحي “

       بما أنّ الجهل مرتع خصب للفتن، فإنّ القوى الإمبرياليّة الطّامعة في منطقتنا العربيّة، تعرف ذلك وتستغلّه جيّدا، ولأكثر من سبب اندلعت حرب طائفيّة في لبنان ما بين ” 13 أبريل 1975 – 13 أكتوبر 1990″ شاركت فيه مختلف الطّوائف الدّينيّة، وأدّت إلى مقتل ما يزيد عن 150 ألف شخص، وتشريد 40 ألف مهجّر و17 ألف مفقود. ومعروف أنّ لبنان خليط من المسلمين والمسيحيّين بمختلف ديانتهم وطوائفهم، ولتكريس الطّائفيّة في هذا البلد وضعت فرنسا التي استعمرت لبنان دستورا طائفيّا، قسّمت فيه مراكز الدّولة الأساسيّة بين الطّوائف الدّينيّة، فرئيس الدّولة مسيحيّ مارونيّ، ورئيس الوزراء مسلم سنّي، ورئيس مجلس النّوّاب مسلم شيعيّ وهكذا.

       واشتعلت الحرب الأهليّة بناء على هذه التّقسيمات الطّائفيّة، التي لم تلتزم بطائفيّتها الأحزاب العلمانيّة كالحزب القوميّ السّوريّ، الحزب الشّيوعي اللبنانيّ، وغيرها، كما شاركت فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة بهذه الحرب إلى جانب القوّات الوطنيّة اللبنانيّة.

    وقد رافقت هذه الحرب جرائم حرب مثل مذبحة مخيّمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيّين في 16 أيلول –سبتمبر- 1982 أثناء الغزو الاسرائيليّ للبنان، واحتلاله للعاصمة بيروت، وقاد هذه المجزرة سمير جعجع* وإيلي حبيقة** وبمباركة بشير الجميّل***، وتحت غطاء اسرائيليّ. وقد وصلت الحرب إلى ارتكاب بعض الأحزاب اللبنانيّة كحزب الكتائب، وحرّاس الأرز خيانة وطنهم، بتحالفهم مع إسرائيل التي زوّدتهم بالسّلاح، وتعاونوا معها على اجتياح لبنان واحتلال عاصمته بيروت، بحجّة الخلاص من الوجود الفلسطينيّ المسلّح على الأراضي اللبنانيّة.

     وانتهت هذه الحرب الأهليّة، والتي استغلّت فيها القوى اللبنانيّة العاطفة الدّينيّة الفطريّة لأتباعها، ليكونوا وقودا لهذه الحرب، التي كان يتمّ القتل والخطف والتّدمير فيها على الهويّة الدّينيّة. انتهت الحرب دون أن تحقّق أيّ طائفة ما تريده، وبقي التّقسيم الطّائفيّ كما هو عليه قبل الحرب، ومعروف أنّ الطائفة الشّيعيّة هي التي خرجت رابحة من هذه الحرب، حيث قام الإمام موسى الصّدر بتأسيس أفواج المقاومة اللبنانية المعروفة بحركة أمل في العام 1974م، وقد صادفت بداية الاحتلال الإسرائيليّ لجنوب لبنان بشقّيه: محافظة الجنوب ومحافظة النّبطيّة، فكان لحركته من أجل المحرومين السّبب الرّئيسيّ في إزالة ذلك العدوان، ودحر فلول المحتلّ الإسرائيليّ. ومع ذلك فقد نأى بنفسه عن التّدخل في حرب لبنان الأهليّة. وفي العام 1982، وكنتيجة للغزو الاسرائيليّ للبنان، واحتلال العاصمة بيروت، وما تبع ذلك من انسحاب مع احتفاظ اسرائيل باحتلالها للجنوب اللبنانيّ، تمّ تأسيس حزب الله اللبنانيّ لمقاومة الاحتلال، واستطاع بمقاومته اجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانيّة المحتلّة في أيار عام 2000.

“لا توجد مصادر مستقلّة تتحدّث بالتّفصيل عن طرق إدارة حزب الله قبل العام 1989، إلا أن المعلومة المتداولة تفيد أنّ القيادة كانت جماعيّة، إلى أن انتخب الأمين العام الأوّل لحزب الله وهو صبحي الطفيلي، الذي تولى هذا المنصب في الفترة من عام 1989 حتى عام 1991، ثم أجبر على الاستقالة بعد إعلانه من جانب واحد العصيان المدنيّ على الحكومة اللبنانيّة، الأمر الذي رفضه الحزب، وتولّى منصب الأمين العام عباس الموسوي خلفا له، لكنّه لم يستمر أكثر من تسعة أشهر، فقد اغتالته إسرائيل في عام 1992، ليقود الحزب من بعده حسن نصر الله، الذي لا يزال يشغل هذا المنصب حتى الآن.”

وما يهمّنا هنا هو الاحتراب الطّائفيّ الذي استمرّ خمسة عشر عاما، والذي أدّى إلى تدخّل قوّات أمريكيّة وفرنسيّة في لبنان، غير أنّها اضطرّت للانسحاب بعد أن قام حزب الله في أوّل عمليّة عسكريّة له بنسف مقر القوّات الأمريكيّة والفرنسيّة في أكتوبر/ تشرين الأوّل عام 1983، وقد أسفرت تلك العمليّة عن مقتل 300 جنديّ أمريكيّ وفرنسيّ.

_____________

* سمير جعجع (25 أكتوبر 1952 -)، “سياسيّ لبنانيّ، يعتبر من أبرز المشاركين في الحرب الأهليّة اللبنانيّة. يلقب بالحكيم أيّ الطبيب في اللهجة اللبنانيّة لدراسته الطبّ على الرّغم من أنّه لم يكملها في السّنة السّادسة بسبب إصابته بالحرب الأهليّة اللبنانيّة، هو رئيس الهيئة التّنفيذية لحزب القوّات اللبنانيّة إحدى الميليشيات المسيحيّة، في عام 1994 سجن بسبب اتهامه بتفجير كنيسة سيّدة النّجاة في كسروان، وقد حصل على البراءة من هذه التّهمة، إلا أنّه حوكم بتهمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، كما اتّهم باغتيال النّائب طوني فرنجيّة ابن الرّئيس سليمان فرنجيّة وعائلته في إهدن، وهو ما سمّي لاحقا بمجزرة إهدن. وحكمت المحكمة عليه بالإعدام، إلا أنّ الحكم خُفّف من قبل رئيس الجمهورية إلياس الهراوي إلى السّجن مدى الحياة، كما تمّ الحكم بحلّ القوّات اللبنانيّة. بينما اعتبر أنصاره أنّ محاكماته وقرار الأحكام سياسيّة بحتة فقط؛ لأنّه ضدّ الوجود السّوريّ في لبنان،أطلق سراحه عبر عفو نيابيّ من قبل المجلس النّيابيّ، الذي انبثق بعد خروج الجيش السّوريّ من لبنان عام 2005، وعاد بعد ذلك إلى نشاطه السّياسيّ، وترشّح سنة 2014 للانتخابات الرّئاسيّة.

**  إلياس جوزيف حُبيقة: ولد في بلدة قليات في الكسروان عام 1956. يقترن اسم إيلي حبيقة الوزير اللبناني السّابق وزعيم ميليشا القوّات اللبنانية التي كانت متحالفة مع إسرائيل، بمجزرة صبرا وشاتيلا.

وقد راح مئات الفلسطينيّين ضحيّة للمجزرة التي وقعت في أيلول-سبتمبر-عام 1982 إبّان الغزو الإسرائيلي للبنان.

وكان حبيقة مسؤولا لجهاز الأمن في القوّات اللبنانيّة اليمينيّة أثناء وقوع الهجوم على مخيمي صبرا وشاتيلا، في أعقاب اغتيال رئيس الجمهوريّة السّابق بشير الجميّل الذي كان زعيما للقوّات.

وفي عام 1990 بعد أن انتهت الحرب الأهليّة اللبنانيّة التي دامت خمس عشرة سنة، عيّن حبيقة وزيرا للمهجّرين في الحكومة اللبنانيّة.

قتل الوزير اللبناني السّابق إيلي حبيقة صباح الخميس في 24/1/2002 في انفجار سيّارة ملغومة في ضاحية الحازميّة في بيروت الشّرقيّة، وقتل معه في الانفجار ثلاثة من مرافقيه.

*** بشير الجميّل: (10 نوفمبر 1947 – 14 سبتمبر 1982)، سياسيّ وقائد عسكريّ لبنانيّ، انتخب لرئاسة لبنان ولكنّه اغتيل قبل تسلّمه المنصب.

هو الابن الأصغر للزّعيم المسيحيّ بيار الجميّل مؤسّس ورئيس حزب الكتائب اللبنانيّة، وأخ الرّئيس السّابق أمين الجميل. تلقى دروسه الجامعيّة بكليّة الحقوق في جامعة القدّيس يوسف، ونال في عام 1971 شهادتين في الحقوق والعلوم السّياسيّة. وفي عام 1972 سافر إلى الولايات المتّحدة لمتابعة دراسته، إلا أنّه قطعها وعاد في سبتمبر من العام نفسه، وفتح مكتبا للمحاماة. وأقفل المكتب مع بداية الحرب الأهليّة، وتفرغ للعمل العسكريّ. وتدرّج في حزب الكتائب حتى أصبح قائده العسكريّ، ومن ثمّ أسّس القوات اللبنانية وتولى قيادتها والتي كانت طرفا أساسيّا في الحرب الأهليّة اللبنانيّة.

 

الدّعاء في الخطابات الدّينيّة

         ويتعالى “بارومتر” الهبل عندما نسمع في خطب صلاة الجمعة، وخطب العيدين “الفطر والأضحى” الدّعاء على اليهود والنّصارى، والشّيعة والعلمانيين، والحداثيّين، وكلّ من يخالف أو يختلف مع الخطيب الامام، وغالبيّة المصلّين إن لم يكونوا جميعهم يؤمّنون عليه بقولهم “آمين”،

وممّا يقال في الدّعاء:

“اللهمّ احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين،وحصيدا خامدين،وشماتة للشّامتين، اللهم جمّد الدّم في عروقهم، ويبّس أطفالهم، وأوصالهم، ويتّم أطفالهم، ورمّل نساءهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وهيب سلطانك، وعظيم قوّتك، وأنزل بهم عاجل نقمتك، فإنّهم لا يعجزونك يا ربّ العالمين.”

وقد يزيد أو ينقص هذا الدّعاء حسب انفعال خطيب المسجد. علما أنّنا كعرب وكمسلمين لا نعادي اليهود لأنّهم يهود من أتباع الدّيانة اليهوديّة، بل نعادي الصّهاينة الذين استوطنوا بلادنا فلسطين، وقتلوا وشرّدوا شعبنا الفلسطيني.

     ولا عداء بين الاسلام والمسيحيّة كديانة، وقد أقرّ الاسلام الدّيانتين السّماويّتين اليهوديّة والمسيحيّة، وعاش أتباعهما في الدّولة الاسلامية كمواطنين، مع التّنويه أنّ مسيحيّي الشّرق مواطنون كاملو المواطنة، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، واليهود العرب أيضا، فلا خلاف مع اليهود الفلسطينيّين العرب، الذين عاشوا في فلسطين قبل الغزو الصّهيونيّ، وإنّما الخلاف مع الحركة الصّهيونيّة وأتباعها ومؤيّديها ومناصريها، كونها حركة كولونياليّة استعماريّة.

           والخلاف أيضا ليس مع المسيحيّة كديانة سماويّة، ولا مع أتباعها، وإنّما الخلاف مع القوى الامبرياليّة التي تطمع في بلداننا، وتنهب خيراتنا، وتعتبر بلداننا سوقا رائجا لمنتوجاتها الزّراعيّة والصّناعية. إذن فصراعنا مع الدّول الامبرياليّة ليس دينيّا، وإنّما صراع اقتصاديّ.

      وبالتّأكيد فإنّ المسيحيّ العربيّ يشعر بغصّة وصوت خطيب المسجد يخترق بيته داعيا الله بموته وموت أبنائه وأقاربه. خصوصا وأنّه ابن هذا الشّعب وشريك للمسلم في الوطن، ويقاتل مع من يقاتلون الامبرياليّة من شعوبنا.

       أمّا في بلاد الغرب الامبرياليّ وغالبيّة مواطنيهم العظمى من أتباع الدّيانة المسيحيّة، فهم دول علمانيّة، تفصل الدّين عن الدّولة، وتعطي حرّية المعتقد لمواطنيها، ولمن يزورونها، وقد شاهدت مساجد في أمريكا وبعض الدّول الأوروبّيّة التي أتيحت لي زيارتها. بل إنّني شاهدت الشّرطة تنظّم السّير أيّام الجمعة في حيّ “بردج فيو”في شيكاغو، وتسمح بوقوف سيّارت المصلّين في الأماكن التي يمنع فيها الوقوف في الأيّام الأخرى، كي تتيح للمسلمين تأدية صلاة الجمعة في مسجد جمعيّة الأقصى في الحيّ، كما أنّ المسلمين يستطيعون بناء مسجد في أيّ حيّ يريدونه. ولا قيود على المسلمين ولا على غيرهم بسبب معتقدهم.

ولا يمكنني تصوّر ردود فعل المتأسلمين الجدد، لو كانت هناك كنائس تدعو في الصّلوات لإبادة المسلمين، كما يحصل العكس في بلداننا.

لن يصلح العطّار

              من يتابع خطابات أو كتابات “المتأسلمين الجدد” ومن يهتفون لهم ممّن تمّت تعبئتهم جيّدا دون أن تتاح لهم فرصة استعمال العقل، أو العودة إلى النّصوص القرآنيّة والسّنّة الصّحيحة واستنباط ما فيها، سواء كان ذلك عن جهل منهم، أو لثقتهم العمياء بمّن يلقّنونهم، سيجد نفسه أمام خيارات صعبة، ولذلك أسبابه الكثيرة التي تنطوي في غالبيّتها تحت عباءة الجهل، فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا ما حاول بعض المتنوّرين الدّفاع عن الدّين الحنيف بوعي بعيد عن الخرافة والتّضليل، نجد من يهاجمه ويتّهمه بالكفر والالحاد، وكأنّ القوم يعلمون ما في الصّدور، والسّبب أنّهم ارتضوا سياسة القطيع، ومن يخرج عن قطيعهم فإنّ البعض منهم يتّهمونه بالرّدة والكفر، ومثال على ذلك المفكر الاسلاميّ عثمان صالحية صاحب كتاب “الدّراية- الفريضة المصيريّة الغائبة في التّراث- الشّفاعة أنموذجا مفصّلا”

 الذي صدر نهاية العام 2014، وابتدأه بقوله:”ما يتعارض مع القرآن والسّنّة الصّحيحة فهو باطل”.وبدأ يدحض الاسرائيليّات والخرافات الموجودة في بعض الكتب الاسلاميّة.

ومثال آخر هو الموقف من مسيحيّي الشّرق تحديدا، وهم مواطنون أصيلون وأصليّون، وتوارثوا المسيحيّة عن آبائهم وأجدادهم معتنقي هذه الدّيانة قبل الرّسالة السّماوية المحمّدية-الاسلام-، وهم حريصون على العروبة وعلى الوطن، وثقافتهم في غالبيّتها ثقافة مسيحيّة، اسلاميّة عربيّة، كونها ثقافة شعبهم وأمّتهم، وهو يتحمّلون السّراء والضّراء مع شعوبهم وأمّتهم، واذا ما أوضح مسلم ذلك دفاعا عن دينه الاسلاميّ، وعن شعبه ووطنه، ودرءا للفتن الطائفيّة التي يحاول الأعداء تغذيتها، فإنّنا نجد من يتطوّع مهاجما ومكفّرا ومذكّرا بالحروب الصّليبيّة والحملات الاستعماريّة، ولا يكلّف نفسه مثلا أن يقرأ التّاريخ الذي كتبه المؤرّخون المسلمون، الذين عاصروا تلك المرحلة، وهو أنّ مسيحيّي الشّرق تصدّوا لغزو الفرنجة مع اخوانهم المسلمين، وكانت البداية من انطاكية، وأنّ مسلمي القرن الحادي عشر الميلادي أدركوا أبعاد تلك الغزوات الأوروبيّة، وسمّوها حروب الفرنجة، وأنّ تسميتها بالحروب الصّليبيّة كانت من أمراء وملوك أوروبا الطامعين في كنوز الشّرق؛ لتعبئة فقراء الأوروبيّين واستغلالهم للمشاركة في تلك الحروب.

     وفي الحروب مع الاستعمار والامبرياليّة الحديثة، فإنّ للمسيحيّين العرب دورا في التّصدي لهذه الغزوات لا ينكره إلا كافر، وقد سقط منهم ضحايا كثيرون، وتعرّض البعض ولا يزال للقتل والأسر والتّعذيب. فهل سمع “المتأسلمون الجدد” ومن لا يكلّفون أنفسهم معاناة متابعة الأحداث بأسماء مثل: جورج حبش، نايف حواتمة، طارق عزيز وبمن سبقوهم مثل جول جمّال وغيرهم؟ وهل يعلمون أنّ مهندس اقتحام خط بارليف المنيع الذي اجتاحته ودمّرته جحافل الجيش المصريّ في حرب اكتوبر 1973 هو المصريّ القبطيّ اللواء المهندس باقي زكي؟

      ومع الأسف فقد استطاعت الامبرياليّة تجنيد “المتأسلمين الجدد” ليخوضوا حروبها معها، بعد الحرب العالميّة الأولى التي تمخّضت عن هدم الامبراطوريّة العثمانية، ووضعت المسلمين في مجابهة الاتّحاد السّوفييتي وحلفائه، واصفة المسلمين “بالسّور الواقي من خطر الشّيوعيّة”، وهكذا.

      وحتّى أنّنا نجد من يهاجمون من يدافع عن الاسلام من المستشرقين الذين درسوا الاسلام وتأثّروا به، فمثلا هناك مستشرقة ألمانية تدعى “انجليكا نويفرت” وصفت من يهاجمون الاسلام في العالم الغربي بدراسة طويلة” وممّا قالته: “كلّ من يقول أنّ الاسلام لا يواكب العصر، فهو ذو عقل محدود.” فوجدنا من المتأسلمين الجدد من يهاجمها لأسباب يصعب تفسيرها إلا بالجهل وعدم فهم المقروء.

وصلى الله وسلم على خاتم النّبيّين الذي امتدحه الخالق بقوله: “وإنّك لعلى خلق عظيم.” وقوله:” وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.”

            وقد عاصرنا جميعنا كيفيّة استيعاب الدّول الأوروبّيّة للاجئين الهاربين من بلدانهم “المسلمة”! فيما بات يعرف “بالرّبيع العربيّ”؛ لينجوا بحياتهم من سيوف “مجاهدي” آخر الزّمان، الذين ضلّوا طريق الجهاد، ولم يروها إلا في قتل شعوبهم وتدمير أوطانهم. والويل لمن يخالفهم الرّأي. فهل حاول “مجاهدو آخر الزّمان” استعمال عقولهم؟ وهل فكّروا بالفهم الصّحيح للدّين؟

      وفي تقديري أنّه لو اجتمعت كلّ قوى “الكفر” في العالم لمحاربة الاسلام، لما نجحت في ذلك كما نجح المتأسلمون الجدد من الدّواعش وقوى التّكفير الأخرى في ذلك.

      ومع تفجير كنائس في العراق وسوريا وقتل وتهجير مواطنين مسيحيّين، إلا أنّه يبدو أنّ القوى الأجنبيّة المعاديّة وفي مقدّمتها الولايات المتّحدة الأمريكيّة، قد ارتأت أنّ الطائفيّة بين “مسلم ومسيحيّ” غير قادرة على تحقيق أهدافها في إعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة، خصوصا وأنّ المسيحيّين العرب يشكّلون أقليّة دينيّة، لا يمكن أن تكون كافية لاستمراريّة الصّراع حتّى التّقسيم، وقد شاهد الجميع عمليّات تفجير كنائس قبطيّة، واعتداءات وصلت حدّ قتل بعض المواطنين الأقباط في مصر، من قبل جماعات دينيّة إسلاميّة، ومع بشاعة هذه الجرائم وخطورتها إلا أنّها لم تكن كافية لزعزعة أمن مصر، ولم تنسحب على دول أخرى.

      ومن هنا جاءت تغذية الخلافات إلى حدّ الاقتتال بين المسلمين” السّنّة والشّيعة” كما يجري الآن في العراق، سوريّا، لبنان، اليمن والبحرين، وليمتدّ العنف المسلّح للتكفيريّين الاسلاميّين إلى بلدان لا شيعة فيها مثل ليبيا وصحراء سيناء المصريّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى