وبشر الصابرين.. لكل منا نصيب من الابتلاء

حمدى أحمد نصر
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

(امشى فى طريق الصبر.. فلك بكل خطوة أجر، وآخره جبر). الحمد لله خلق الإنسان وابتلاه، ووعده بالأجر والجبر إذا صبر على ما به ابتلاه،،،، وبعد
فالإنسان كتب عليه نصيبه من الابتلاء ولا مفر منه، وربنا بين لنا هذا فى كتابه حيث قال تعالى “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”، وقبلها قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، وبين أن الإنسان سيبتلى لتحقيق إيمانه وتثبيته قال تعالى: “أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ”
وقد ابتلى الله الأنبياء والصالحين ومن على نهجهم ، بل أخبرنا نبينا أن الأنبياء هم أشد الناس بلاء ومن كان على شاكلتهم فى قوة الإيمان وشدة الصبر ، وأن العبد يبتلى على قدر دينه .
والابتلاء يكون أحيانا لتصفية العبد وتنقيته ورفعة درجته، ويكون أحيانا تذكرة له بربه حتى يرجع عن طريق الشر والمعصية ويرتدع عنه ويصطلح مع ربه، وقد تتعدد صور الابتلاء وألوانه فيكون فى النفس أو الدين أو المال أو الولد أو الزوجة أو الأصحاب وغيرهم والحياة بما فيها خير شاهد على ذلك.
وعلى العبد المؤمن الذى تعجب النبى من حاله لأن أمره كله خير ففى السراء شكر للمولى وهو خير، وفى الضراء صبر على قضاء الله وهو خير كذلك، عليه أن يستعين على الابتلاء بكثير من الصبر والصلاة فهو طريق الخير، فطريق الصبر كله خير لأنه يؤجر على صبره قال تعالى:“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” وقال تعالى:”إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
فطريق الصبر كله خير وفى آخره الجبر من الملك، ولا تنس أيها الحبيب أن الحياة مليئة بالابتلاء فلا تحزن واستعن بربك وكن من أهل العزم ولك فى الانبياء عامة وفى رسول الله خاصة القدوة الطيبة والأسوة الحسنة، فإذا ابتليت فى دينك فتذكر مساومة المشركين لرسول الله على دينه، وإذا ابتليت فى نفسك فتذكر أذية قريش لرسول الله فى نفسه ،
وإذا ابتليت فى أهلك فتذكر ابتلاء رسول الله فى والديه ونسائه وجده وعمه وأولاده، وإذا ابتليت فى أصحابك وفى مالك ووطنك فتذكر ابتلاء رسول الله فى اصحابه وتركه ماله وبلده وهى أحب البلاد إليه، إذا علينا أن نعلم أننا نبتلى لنرقى ونتذكر مقام ربنا فنتطهر من ذنوبنا ونعود إلى ربنا فيرفعنا درجات، فاصبر فطريقك خير وبكل خطوة فيه لك بها أجر وتيقن أن فى نهاية الطريق جبر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى