بيَّاع كلام وأشياء أخرى

ناصر أبو عون

هذه محاولة لكتابة مقالات طول شهر رمضان على طريقة بناء (المثل العربي) والحكمة الفلسفية

– الصحفيون أنواع فمنهم: (المقاول والخيّاط والتاجر والفوضوي والحبُّوب والمراوغ والمتمرَّد والشعبويّ والنخبويّ والانتهازيّ ويوجد من هذا الصنف 650 ألف نوع ظاهر وخفي ومنافق).

– كلمة (صحفي) أصبحت كلمة مقيتة لدى عامة الناس والسياسيين حول العالم؛ فالعوام يرون الصحفي كائنا خُرافيًا جاء من (المريخ) لا علاقة له بالواقع الذي يعيشون فيه؛ وبالمختصر المفيد هو (بيّاع كلام) – مع الاعتذار للشحرورة- والسياسيون يرونه تارةً شحاذًا وتارةً أخرى مبتزًا.

– المثقف والصحفي (تاجر الشنطة): عندما توجه له دعوة للمشاركة في ندوة أو حضور مؤتمر أو للظهور على فضائية يبدأ كلامه بسؤال: (كَمْ ستدفعون لي؟)، وعندما تستضيفه دولة عربية يطلب أن تكون تذاكر الطيران في الدرجة الأولى على الأقل ويسأل عن نوع الإقامة في الفنادق ويطلب أن تكون مكافأة المشاركة بالعملات الأجنبية…إلخ.

– المثقف (المقاول): يستورد أفكاره من الخارج ويُعيد تسويقها داخل بلده ويحاول جاهدا أن يصنع لنفسه تلاميذ حتى يكون شخصية تنويرية ومرجعية ثقافية كبرى ومؤثرة في الجمهور وصانع القرار.

– المثقف (الخيّاط): بارع في تفصيل القوانين والتشريعات واللوائح الإدارية بما يطابق وجهة نظر النظام السياسي السائد في هذا البلد أو ذاك وبما لا يخدم مصالح المواطنين.

– المثقف (المراوغ): يمسك العصا من المنتصف، تراه يتحرك في المؤتمرات والندوات وبين الطاولات، وليس صاحب موقف فكري واضح، غايته إرضاء جميع الأذواق يحتفظ بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف المتناحرة ليس خصمًا لأحد، ويصعب على التصنيف الأيديولوجي باختصار هو رجل كل المراحل وبوق النظام وكل التيارات، وصولي وشديد الاحتقار للجمهور، ولديه قدرة خارقة على تفسير النظريات والقوانين بما يوافق مصلحته.

– المثقف (النخبويّ): يعيش في برج عاجي وهبط من القمر إلى الأرض يحلم بالمدينة الفاضلة جاء ليفكِّر بدلا عن الناس البسطاء، كل أفكاره نظريّة ولا تلامس الواقع؛ مستكبر وعنصريّ؛ تستهويه الشعارات الرنَّانة يرى أنه ورث العبقرية ومبعوث العناية الإلهية لإنقاذ الفقراء والمساكين.

– وأخيرا .. كلمة (صحفي) تساوي في القاموس الأمريكي المعاصر كلمة (جاسوس) فآلاف الصحفيين الأمريكيين كانوا عملاء لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى