أنا سيدة خيالي

ياسمين كنعان

ويحق لي أن أصنع عالمي..أن أخلقه بيدي وخيالي؛ ويحق لي أن أسرق وجهك وآتي به إلي، وأن أهرب تفاصيلك مثل مدمن عتيق على الملامح أو مثل مهووس لا فرق، أن أجعل الحب مثل المطر يضرب القلوب بلا مقدمات، يبقى ولا يغادر، يسقي وينبت في القلب الحكايا والأزاهير والأغاني..!
ويحق لي أن ألدك من رحمي من جديد وأن أعيشك كما تعاش الحكايات القديمة.

ويحق لي أن أكبر أو أصغر بما يقتضيه النص، أصغر كي أستعيد القصة والضفيرة ووجهك، أكبر كي أرى كيف صرنا بعد زمن غياب وخيبات كثيرة..!
يحق لي أعبث في زر قميصك، أن أدخل تحت قماش المعنى، أن أبحث مثل عالم آثار عن ندبة في القلب أو جرح من اللوز..!
يحق لي أن أكمش في المساء من عينيك كمشة زيتون يتغير لونها كلما لاحت في عينيك شمس..!
يحق لي أنا سيدة خيالي أن أجري الكلام على شفتيك كما أريد وكما تشتهي الحكاية، أن يكون بيننا ما ليس بيننا ولن يكون..!
يحق لي أنا الثائرة على الشكل أن أنبذ كل السياقات وأكسر إطار الزمن وأتمرد على القوالب الجاهزة..!
لا شأن لي بما ابتدعته الخليقة، سأكون بحرية فراشة تحترق في نهاية النص..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى