دخول باب النخيل

جمانة الطراونة|شاعرة أردنية

زرت مقرّ (نخيل عراقي) خلال زيارتي بغداد في مايو العام الجاري(٢٠٢٢) وكنت برفقة الشاعر عبد الرزّاق الربيعي، والدكتور سعد التميمي، والشاعرة أمل الجبوري، استقبلنا الدكتور مجاهد أبو الهيل بابتسامته المعهودة، واصطحبنا بجولة في أرجاء مقرّ المنصة، وقاعاته، فكانت الدهشة العنوان الأبرز للزيارة، فالمشهد فاق التوقّعات وكأننا دخلنا في آلة الزمن لتنقلنا على بساط سحر بغداد من عبق الماضي إلى ألق الحاضر لأجد نفسي مصابة بحمّى الشعر أرتجل أبياتا – كيف لا، و “الشعر يولد في العراق” ؟
قلتُ في مطلعها:-

بانت سعادُ ” ولا زهيرَ فمُلهمي
أنّ الحقيقةَ بُردةٌ ورسولُ
وإذا  القصيدةُ أخرجتْ شعراءها
فلديّ مِنْ بابِ  ” النخيلِ” دخولُ

تابعت منصة (نخيل عراقي) على موقعها الإلكتروني ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال مطالعتي للمنصة وما تنشر بها من موضوعات قيّمة، وجدت بأنها دخلت في تحدٍ مع الزمن خرجت منه بنتيجة سجّلت لصالحها، إذ انها  استطاعت بوقت قصير، أن تضع بصمتها الخاصة، وأن تؤطر عملها باعتبارها حاضنة أدبية تعنى بالمشهد الثقافي،حيث اتسم عملها بالمهنية العالية ،البعيدة كل البعد عن الايدولوجيات – التي لعبت دوراً لا يستهان به في إقصاء الكثير من المبدعين والكتابات  الإبداعية التي لا تنتمي لتوجهاتها أو فكرها –
تفوّقت المنصة على نفسها بالوقوف على الحياد والتحيز للفكر الإبداعي بكافة مجالاته ،فتنوعت موضوعاتها مابين الفنية والثقافية والاجتماعية ،الأمر الذي يسهم بالنتيجة في رفد الساحة الأدبية واثرائها وخلق الوعي العام الذي ينعكس ايجابيا على المجتمع ،إذ ان الأدب والثقافة والفكر التنويري لم يعد جانبا من جوانب الحياة بل داعما وركنا اساسيا في بناء المجتمع.
اكثر ما لفت انتباهي بالموقع المكتبة التي اهتمّت بتوثيق الانتاج الثقافي العراقي بكل مراحله وفتراته الزمنية والمحافظة عليه حيث احتوت على أمهات الكتب والدواوين الشعرية، وكان مما أثلج صدري مؤخرا هو أن تشرفت أبيات من قصيدتي “على شرفة الخالدين” بمعانقة جدارية  الكبير الشاعر حسب الشيخ جعفر في مؤسسة (نخيل عراقي):

أيا نخْلةَ اللهِ مدي عذوقاً
فتمرُ المريدين للحب أهدى
أيا أعذبَ السومريين لفظاً
لك الحرفُ رفرف بنداً فبندا
فإيُّ ضريحٍ بحجم المعاني
سيأويكَ قل لي لأختار لحدا؟!

نعتز بهكذا تجربة ناجحة والتي تؤكد بأن منظمات المجتمع المدني قادرة على أن تكون شريكة في الحدث الذي يسهم في التغيير للأفضل ،اتمنى للمؤسسة مزيدا من الألق في تحقيق أهدافها و الحصول على النتيجة المرجوّة في نهضة المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى