رويُّ الروح
مروان كوجر/دبي
خذني لعينيك أمسى الشوق خفَّاقا
واسدل بجفني فسهدي كان سراقا
بَدِّدْ ظلامي بوهجٍ من سنا فجرٍ
أشْجيتَ قلبي كفاه منك ما لاقى
أسكنتكَ الروح في ذكرى تشوقني
كنتَ الخليل ولن ينساك أن ضاقا
نلهو بدنيا وقد ضاقت منابتها
ناحت لكربي وفاض القطر رقراقا
أتستميل لهجرٍ جادَ في محنٍ
أحكمت قيدي فهل ترميه إعتاقا
قد كان ما كان في اللذات وانصرمت
خلنا بها حين ساخ العشق أعماقا
أهجر إليَّ ولا تألُ لمنجرفٍ
قد جف عودي و نخَّ الزهر أعناقا
غدٌ قريبٌ وقد يأتي بمنزلةٍ
ودرب عشقٍ خطونا فيه إطلاقا
لو كنتَ تدري بسهدٍ كان يغلبني
لما حكمتَ على الأحلام أطواقا
قد جالَ شوقي وجنح الليل يسهده
للروح نزفٌ وفي الأحداق قد راقا
يا ثاكلَ الروح إرجع كي نشق بها
ليل الجمود ، بفجرٍ كان إشراقا
قد فاض قلبي بحزنٍ قد ألمَّ به
فداكَ عمري لكم أبليت مشتاقا
لو كان حقِّي عليكَ اليوم مايبست ..
أغصان قلبي فهل أحييت إشفاقا
هفَّ الربيع عليلٌ في نسائمة
إذ كان يأتي لزهو الورد خلاقا
لا تقطع الودَّ فإن القلب في وطرٍ
في القلب نحيا فلا ترمِه حرَّاقا
فكم سفحتَ بغادٍ قد نكرت له
كنتَ المُرَجَّى، ألا يكفيكَ إزهاقا
ولم تبالِ بيومٍ قد سلوت به
كم كان حبٌ رويُّ الروح غدَّاقا
فالآنَّ تدري وما كنا بعهدكمُ
نَقضتمُ العهد، لنبقى نحن عشَّاقا