في علم الاجتماع

د. خضر محجز

    إن شعور الأصيل بالمسافة الفاصلة، بينه وبين الوضيع, ضروريٌّ. وأنا لا أقصد ها هنا القول بأن الفقر هو الضعة، بل الضعة هي توالد أجيال في مستنقع القذارة، ثم محاولة واحد من نسلهم أن يخرج من مستنقعه، فيلحق بأهل النظافة.
  في رأيي يجب أن يكون مسموحاً له بالمحاولة، وفي الوقت نفسه يجب تحذير الأصلاء من اقتراب الفيروس.
  ربما يحدث بعد عقود عديدة من الزمن، أن يتعايش مجتمع الأصالة مع وضيع يصعد، فيقبلونه صديقاً. لكن عليهم أن يتذكّروا أن بين الجسم الصحيح والفيروس علاقة حرب طويلة، لا يستقر الفيروس بعدها في الجسم، إلا بعد أن يقبله الجسم، ويتم ترويضه.
    وكذا الناس، حيث يجب لضمان انتقال سليم من مستنقع الحطّة إلى حديقة السموّ، أن تمر أجيال. فقمينٌ بكل تسرع أن ينقل أبا ذنيبة من المستنقع إلى حديقة القصر.
    لا يلج الوضيع الطارف مجتمع الأصالة التليد إلا وقد تغير شكله من فوق جوهره، فلم يعد يرى جوهره، فيما يبين للمجتمع التليد جوهره الطارف من تحت الثياب.
    ألا وإن أسوأ المراحل، وأشدها إثارة للمقت، تلك المرحلة الأولى التي نشاهد فيها المنحط، وهو ينافق الأصيل لينكح كريمته.
  وتحذيري ليس للأصيل فقط، بل هو كذلك للمنحط، من حيث أدعوه إلى أن يؤجل التلاقي إلى أجيال قادمة، شرط أن يحافظ على مكتسباته فلا يبذرها بالاستعجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى