نص (أنا الأرضُ)

تكتُبُهُ : إيناس أصفري
تليه قراءة حوله
للكاتب : إبراهيم خليل ياسين

أنا الأرضُ
ورُوحي شجرة
قلبي فراشاتٌ
تُسرِّبُ نحوَ عينيكَ
ألواناً
أشكالاً
رقصاتٍ
وعطورَ أزهارٍ
تنتشي
بعبيرها
وتُعِدُّ رُوحَكَ
لي
لأقطفَها
من على
غُصني
ثَمَرةْ

قراءة في نص (أنا الأرضُ)
للكاتب: إبراهيم خليل ياسين

كما في نصوصها السابقة إعتادت الشاعرة إيناس أصفري أن تتسلّل بهدوء وسكينة حذرةً في سَير نصها وفي انتقاء نبض الكلمات المتماهية مع حقيقة المشهد الذي تتوخى من خلاله الوصول إلى ذروة مشاعرها ، فالهدوء أو ضدّه وأعني الصخب أو العبث بما يجري ناجم من طبيعة تكوين وصيرورة الإنسان، وثمة أمرٍ آخر شعرتُ به حاضرًا لدى الشاعرة وهو تعاطيها مع الأشياء المالوفة وبما تتسم به من روح نقية وسلسة بحيث تدرك أنها قريبة منها ليس بالضرورة في طبيعة قوامها ، إنما في طبيعة ألفتها، كما في نصها القصير هذا، إذ تستهل الشاعرة نصها بطريقة استدراجية تخلو من نبرة العنف أو التمرد ، أما الرؤية في النص الشعري فلم تأت بما يعد تجديدًا ، رغم أنها تحمل في ثناياها رؤية جميلة ورشيقة، والنص رومانسي بامتياز وكتب وفق بنية تنطوي على لمسات عاطفية وواثقة الخطى ، غير أن المتلقي لن يرى فيه خرقًا في اللغة أو تلاعبًا بالألفاظ، إنما مشاكسة هادئة في البنية كما يفعل الشعراء المحدثين ، وإن مايحسب للشاعرة حوارها مع الطبيعة وعلى نحو يخلو من أي خدش :

أنا الارضُ
وروحي شجرة
قلبي فراشات
تسرَّبُ نحو عينيك

إن المُلفت في نص الشاعرة كما أسلفت
تعاطيها مع الطبيعة ، وتحديدًا مع الأرض
والشجرة ، فخلقت صورة تعزز من إدراكها للمحيط بها، ولم تكتف عند حدود رسم مناخها الرشيق وإنما تعدته لإشراك المخلوقات الصغيرة في نصها وبطريقة تكاد تضيف شيئاً من لمساتها المتجددة كما في جملة “قلبي فراشات تسرب نحو عينيك” وإن كنت غير متفق معها في إفراطها في
الوصف ، وإن الوصف ربما ينعكس سلبًا على الأديب عموما سواء كان شاعرًا أو قاصًا:
ألوانًا
أشكالًا
رقصاتٍ
وعطورَ أزهارٍ
تنتشي
بعبيرها
وتعيد روحك
لي
لأقطفها
من على
غصن
ثمرة
وتمضي الشاعرة في رسم أحاسيسها ومشاعرها بذات طريقة استهلالها للنص لكن هنا فضلت أن تنثر كلماته على مساحة واسعة من السطور بغية أن تشكل حجمًا أكبر من حجم نصها الشعري ، وإن الصور الشعرية سبق أن تابعنا قراءتها لدى شعراء
وشاعرات من ضمنهم غادة السمان ، لميعة عباس عمارة وأخريات ، ومع هذا فالشاعرة استطاعت أن تقنع المتلقي بنصها هذا، ولابد لي أن أعرج على أمر مهم وهو أن الشاعرة تتميز عن نظيراتها بإيقاعها الشعري الداخلي وهذا يشكل قاعدة مهمة للشاعر…
على العموم أعتبر أن الشاعرة قد وفقت إلى حدٍّ ما في نصها الشعري هذا مع تمنياتي لها بمزيد من الإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى