بوصلة النصر

إبراهيم محمد الهمداني

كهذا المدى لا شيء قد يبلغ المدى
ولا في طريق الأمس من يسلك الغدا

===

وما عاد باسم الليل لليل رهبة
فأخباره قد صرن للفجر مبتدا

===

تساءل تاريخ من الحزن قاتم
وإرث الأسى أقعى ذهولا إلى الصدى

===

ألن ننحني-حقا- لريح هزائم
(يموسمهما) طاغ لتغدو له يدا

===

أحقا كؤوس الذل غارت نجومها
وكيف مدى الطغيان خوفاً تبددا

===

وأين طغاة العصر؟:- حتماً تساقطوا
وقبل يهود يرتمي من (تيهودا)

===

ولكن متى بل أين كيف ألم يكن
– كعادته – الخذلان سجنا وموقدا

===

أما عُصر الزيتون ظلما؟! دماؤنا
وأرواحنا ضاعت وأحلامنا سدى.

===

يعانقك الآتون يا نهر أمسنا
وفي يومنا مازلت للنصر موردا

===

بزيتونها ثكلى الحقول شموخها
يذيب فؤاد الموت رعبا تسرمدا

===

هنا الأرض.. كل الأرض إعصار ثورة
لجلادها قالت:- هنا حربنا ابتدا

===

هنا الأرض أحرار الشعوب إرادة
ولم يثنها خوف ولا أستعظمت فدى

===

شعوب من الأحرار.. بالله أصبحت
جحيما على كل الطواغيت موصدا

===

(تبوصل) نحو القدس غاياتها ارتوى
حياةً بها الزيتونُ والفجرُ والندى

===

فلسطين ما عادت فصول هزيمةِ
ولا القدس طُعماً سائغاً في فم الردى

===

إليها يحج العارفون قضيةً
لنصرتها كُلٌ إلىٰ اللّٰهِ عاهدا

===

فلسطين كل الأرض والقدس قد غدتْ
شعوباً ومعيارا لمن ضل واهتدى

===

ولن يصبح الأقصى ضحية نكبة
يلوذ بخذلان السقوط مجددا

===

فما عاد في فصل الجنون مخوفةٌ
إذا الصمتُ يرجوا للخيانةِ مقعدا

===

يظاهر (بعرانُ) النفاق توحشاً
ولن يصلح (الأعراب) ما أفسد العدا

===

ولله أنصارٌ وحزبٌ عصائبٌ
فيالق حشدٍ زادهم ربُهم هدى

===

(عرين أسود) كلُهم جندُهُ بهم
قضى الله حتما بالزوال وموعدا

===

إلى القدس قد شدوا الرحال قلوبُهم
مصلى لها -أضحت- صلاةً ومسجدا

===

دروعا لها صاروا سهاما أسنة
وللقدس سيفٌ لن يُفَل ويغمدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى